زليخه أمرأة عزيز مصر, شاهدت يوسف بغريزتها المتدنية وجهلها, وعاطفتها بالرغم من أنه تربى في حجرها وفي بيتها سنوات عدة, لكنها حجبت عنها حقيقية يوسف ولم تعرفها, لانها نظرت اليه بعين واحدة وليست بكلتي عينها لتعرفه بعين اليقين.
هناك كثير من الناس ننظر اليهم بعين العاطفة والغريزة دون النظر الى حقيقتهم التي قد تكون جيدة او قد تكون مؤلمةٍ في بعض الأحيان. عندما ننظر بعين التجرد الى حال العراق,وما وصل اليه حال البلد, من تفشي الفساد والأرهاب, وأنعدام الخدمات حتى اصبح العراق رقماً لايعتد به بين الدول, أيقنت في قرارة نفسي, أننا من أجنيننا على أنفسنا, ونحن من قبلنا بالأهانة والذل وجلبنا العار لأنفسنا والبلدنا, السنا نحن من جعل السراق قادة؟ اليس نحن من جعل الأقزام عمالقة؟ اليس نحن من جعل الجهلة حكاماً؟ اليس نحن من جعل اللصوص على كراسي الحكم؟ اوليس نحن من صنع الطغاة؟ اوليس هؤلاء سبب ذلنا وقهرنا وفقرنا وخراب بلدنا؟.
العراقيون أجادوا في صناعة الطغاة عبر التاريخ,فقد صنع البابليون النمرود حتى قال :أنا الهكم الأعلى, وهو لم يكن طاغية بالفطرة بل الرعية من صنع منه طاغية, والملعون صدام ليس ببعيد,وغيرهم كثير فصناعة الطغاة ليست وليدة اللحظة, ومن الواضح أن العراقيين, قد اجادوا فن هذه الصناعة ذات الجودة العالية, فالشعب يصفق والأعلام يمجد ويهلل ويقدس, والمنافقون وماسحوا الأكتاف يتملقون.
أذن نحن من يتحمل نتائج صناعتنا, فالظلم واحد لايختلف عليه أثنين, والطغاة يعدون البلاد ميراثهم الذي ورثوه عن أجدادهم, ومن حقهم أن يتصرفوا به وبخيراته مايشاؤن, والمضحك أن قادتنا الذين ولايناهم علينا, يأمروننا بعكس مايفعلون, فهم يبحيون لأنفسهم كل الطيبات والملذات, والخيرات والسيارات الفاخرة والقصور الفارهة, والسياحة في باريس ولندن ويحرمونها على شعوبهم, يأمروننا بالتقشف والأستعداد لسني يوسف, وربط أحزمة الجوع ونجدهم يصرفون ملايين الدولارات على توافه الأمور ويتقاسمونها فيما بينهم.
بالتالي نحن من يتحمل نتائج صناعتنا في معامل صناعة الطغاة سيئت الصيت وذات النوعية الردئية, التي أجدنا فيها وأننا مسؤلون عن افعالهم والتي نرفضها بعد ان وليناهم على مصائرنا,وبعد ان حلت الكوارث علينا,من فساد مالي وأنعدام الخدمات وتفشي الرشوة والأرهاب, والجريمة المنظمة, ونرمي المسؤلية على الصنم الذي صنعناه بأيدينا, وننسى مسؤليتنا في الصناعة.
نحن شعب يهوى الطغاة والأستحمار, ونقول بوعي اوبدون وعي نرتضي أن نكون عبيداًلطغاة نجيد صناعتهم, ومن ثم نلعنهم, فنحن من صوت ونحن من أنتخب, ونحن من وضعهم في سدة الحكم, فلا نلومن الاأنفسنا, ولا أظن شيئاً يحطم تلك الأصنام اللعينة,اويمحوها من عقولنا, سوى فأس المرجعية الرشيدة
https://telegram.me/buratha