بسمه تعالى:(قُل لا أسألكم عليه أجراًِ إِلاّ المودّة في القربى)
إن من النّعم الإلهية الكبرى، التي منّ بها سبحانه وتعالى على المؤمنين، هي زيارة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، وأهتم بها أئمة أهل البيت عليهم السلام أهتماماً كبيرا، ومؤكدين ومشددين عليها في رواياتهم، لما ما لها من البركات والمنافع في الدنيا والآخرة على الناس.
خلال هذه الايام سيشهد العراق والعالم، أعظم وأكبر زحف جماهيري في تاريخ البشرية، يسير مشياً على الأقدام، نحو قبر سيد شباب أهل الجنة، وريحانة الرسول، الإمام الغريب العطشان أبا عبدالله الحسبن عليه السلام في أربعينيته.
سنرى الزوّار الوافدين من خارج العراق، من الشيعة وغير الشيعة، بل رأينا في السنوات الماضية مجموعة من النصارى، أنضموا إلى الزوار، وغيرهم من بقية الأديان، فالحسين لجميع الناس، وسنرى ذلك المشهد الرهيب والعظيم، من الشيوخ والعجائز متكئين على عصاهم، ومعهم الأطفال والنساء، وكل الطبقات تطوي البيداء قاطعة مئات الكيلومترات، سيراً على الأقدام، ولا تبالي ببرد ولا مطر، بشوقٍ ولهفة نحو إمام عظيم.
الأروع من هذا، هو كرم وضيافة العراقيين لزوّار أبي الأحرار عليه السلام، وما يقدمه خدمة الحسين من مأكل ومشرب، ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، أضافة إلى المسكن والخدمات الأخرى، ذاك الكرم والجود المصحوب بطيبة النفس، التي أكبر حكومات العالم تعحز عن تقديم مثل هذه الخدمات.
هذا العجز لا يبرر لساسة البيت الاخضر"المنطقة الخضراء"عن تقديم الخدمات للزوار، فعلى كل المسئولين والمعنيين بهذا الشأن، أن يجعلوا من أنفسهم خدّاماً للإمام الحسين عليه السلام، ويخدموا زوّاره بأيديهم.
وزير النقل لابد أن يقوم بدوره، وينزل إلى الشارع ليسهل نقل الزوار، ويجعل الأمور أكثر تنظيماً من قبل، وزير النفط عليه أن يمدّ المواكب بما تحتاجه من المحروقات، وزير الداخلية تقع عليه مسؤولية كبيرة في حماية وحفظ الزوّار، وهكذا بقية مؤسسات الدولة، كالبلديات ومجالس المحافظات وغيرها، وان يخدموا بقوة وفعالية كبيرة، ويقدموا يدا العون للمواكب من المال والغذاء.
روى محمد بن مروان، عن الإمام أبي عبدالله عليه السلام، أنه قال:
(زوروا الحسين عليه السلام، ولو كّلّ سنةٍ فإنّ كلّ من أتاه عارفاً بحقّه غير جاحد، لم يكن له عِوض غير الجنة، ورزق رزقاً واسعاً، وأتاه الله بفرج عاجل، إنّ الله وكل بقبر الحسين بن عليّ عليه السلام، أربعة آلاف ملك كلّهم يبكونه، ويشيّعون من زاره إلى أهله، فأن مرض عادوه، وإن مات شهِدوا جنازته بالاستغفار له والترحّم عليه).[ كامل الزيارات]
https://telegram.me/buratha