الشعوب والأمم تخلد ابناءها لمواقفهم واحيانا تتفاوت المواقف هناك من هو محارب وهناك من يمتلك الحكمة او من يقوم بعمل انساني لانقاذ مجموعة من الناس ، والشعور بالمسؤولية وامتلاك الانسانية تجعلهم يخلدون الابطال شكرا وعرفانا لمواقفهم ، اما في بلد الحضارات كما يطلق عليه نجد البعض يحارب المناضلين الابطال الذين افنوا اعمارهم بمقارعة النظام الصدامي من اجل كرامة وحرية الشعب العراقي ولا يعرف مكانتهم الا بعد رحيلهم ،
ومن ابرز الشخصيات التي ناضلت وحاربت وكان لها صدى دولي الشهيد محمد باقر الحكيم والدكتور احمد الجلبي ومام جلال طالباني وملا مصطفى البرزاني ، نضال وجهاد معارضة النظام رغم قوتها لم تفلح رغم التضحيات الكبيرة التي قدمتها ، لوجود مساندة دولية للنظام الظلامي فيجب ان يكون تدخل دوليا لاسقاطه ، وبدون التدخل الدولي لا يمكن اسقاط نظام نظام ، وخير دليل انتفاضة الشعب العراقي في عام 1991 عندما ثارت 14 محافظة وتصدي السيد ابو القاسم الخوئي ثورة شعب عرب واكراد ، اقوى انتفاضة بتاريخ العراق والمنطقة لكنها فشلت بسبب الغدر الامريكي وموقف الدول العربية ، اسقاط صدام كان يحتاج قرار دولي وهذا القرار يحتاج سياسة تفوق سياسة امريكا وهي موجودة عند شخص واحد فقط وهو الدكتور احمد الجلبي الذي اذهل العقول باقناعه دولة عظمى تمتلك الجيش القوي بتسليحه وتمتلك التكنولوجيا والأهم انها تمتلك القرار ، وقد استطاع الجلبي اقناع امريكا باسقاط عميلها الذي نصبته ودعمته وبسياسة الجلبي اسقطته ، كيف استطاع الجلبي اقناع امريكا الجميع في دهشة ،
لقد اصبح الجلبي امنية الشعوب المضطهدة الجميع يتمنى ان يكون لديهم احمد الجلبي ، انه رمز التحرير بحق كل العراقيين فقدوا الأمل من الخلاص من النظام الصدامي وبفضل الدكتور احمد الجلبي تحققت امنيات الشعب المضطهد ، لو لا الجلبي والمخلصين لما وجدت حرية الرأي وانتشار الكتب بانواعها ، ولما وجدت الوسائل الاعلامية والفضائيات التي بثت حقيقة الاغلبية وثقافتهم ، وللبعض نقول بجهوده مارس الشعب العراقي طقوسه الدينية وخير شاهد الملايين التي تحيي مناسبات الائمة بحرية وزيارة الاربعين ، ولولاه لما انتشرت المواكب ولما شوهدت محاضرات الخطباء بل ان الخطباء لم يعرفهم احد ،
ان الجميع مدين للراحل الدكتور احمد الجلبي واقل ما يستحقه هو نصب تذكاري ويكون في ساحة الفردوس بالمكان الذي سقط به تمثال الطاغية صدام ، وهذا هو العدل والانصاف لمهندس تحرير العراق من النظام ، احمد الجلبي يستحق اكثر من نصب تذكاري وفي كل محافظة ، لقد كرمه الله وجعل قبره بجوار الامامين الكاظمين عليهما السلام ، وهذا يبرهن على قيمة ومكانة الدكتور الجلبي رحمه الله لما قدمه للعراق وشعبه ، وعلى رئيس الحكومة والوزراء ان القيام بواجبهم بتشييد نصب تذكاري بساحة الفردوس عرفانا للجلبي الذي كان السبب باسقاط صدام ووجوده في السلطة ، لانه احمد الجلبي الذي لا يتكرر.
https://telegram.me/buratha