أثارت وفاة الدكتور احمد الجلبي عاصفة كبيرة؛ بين الأوساط السياسية والإجتماعية، حيث عدها بعضنا وفاة طبيعية وأمراً إلاهي، قد يطال كل مخلوق على وجه الأرض؛ بالرغم من إننا بأمس الحاجة إلى مثل هكذا عقول إقتصادية وطنية، في ظل هذه الأزمة المالية التي ضربت المنطقة، وتراجع أسعار البترول بشكل كبير، لا سيما وان الجلبي ذا عقلية إقتصادية وسياسية كبيرة؛ ويتمتع بعلاقات وأسعه وبمقبولية عند معظم الكتل السياسية العراقية.
فقد إنطلق الدكتور احمد الجلبي منذ نعومة أظفاره؛ بقضية وطن وشعب ورفع راية الإطاحة بذلك النظام القمعي، حتى التقى مشروعة بمشروع السيد محمد باقر الحكيم( قدس)، وأصبحا مشروعاً واحداً وهو إنقاذ الشعب العراقي؛ من قبضة الحكم البعثي الذي أعدم العلماء والمفكرين والاساتذة، وفي مقدمتهم 70 من عائلة ال الحكيم، وهجر ال الجلبي وصادر أرضهم وممتلكاتهم في العاصمة بغداد، ومحافظة الديوانية وبعض المدن الأخرى.
إن اية الله محمد باقر الحكيم( قدس)، وضعه العام لا يسمح له أن يفاتح الدول الأوربية العظمى، مثل أمريكا وفرنسا وبريطانيا ويشرح لهم ما يجرى على الشعب العراقي، وتعرية ذلك النظام الإرهابي أمام الحكومات والانظمة، التي كانت تدعم حكومة البعث؛ كونه مرجع ديني وهندامه إسلامي، ولباسه كلباس الصالحين وأهل البيت( عليهم السلام)؛ وربما الجانب الأوربي لا يتفاعل معه بشكل جاد، كون هذه الدول لديها عداء كبير مع الجانب الايراني، وهو معارض في ايران.
حيث أوكلت هذه المهمة إلى الدكتور احمد الجلبي؛ كونه درس في عدة جامعات عربية واوربية، وأخرها جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة الأمريكية، التي حصل منها على درجة الاستاذية في الرياضيات، وبذلك أصبح له علاقة وأسعه وقنوات إتصال مع الاساتذة، وكبار المسؤولين في الكونغرس الامريكي؛ حيث أستطاع أن يستثمر هذه العلاقة لفضح النظام البعثي، وأيصال مظلومية الشعب العراقي، وأخرها مؤتمر في منتجع صلاح الدين، الذي رفع فيه صور أطفال ميتين بسبب بطش النظام، ونقص الغذاء والدواء.
هذا الدور الذي لعبة المغفور له الدكتور احمد الجلبي؛ مع السيد محمد باقر الحكيم( قدس)، وأطاحوا باعتا دكتاتورية عرفها التاريخ، وأنتشلوا الشعب العراقي من برك البعث الأسنة؛ هذه الامور قد لا يفهمها من كان مشغولاً بجمع التبرعات، ومتسكعاً على أرصفة المنظمات الإنسانية، ولا يتسع عقلة ما فعلة هؤلاء الأحرار، فاصبح مشككاً ومتهماً ومبتسماً وشامةً بقضاء الله وقدرة، فالأول أستشهد في أحضان أسد الله الغالب، وأصبح مقامة يناطح السماء علواً وشموخاً وفخراً.
أما الثاني رقد في حضرة راهب ال محمد( عليه السلام)، المسموم المظلوم والمغيب في طوامير السجون؛ من أسلاف البعث والمعاندين والهمج الرعاع، الذين ينعقون خلف كل ناعق، ويبدو إن كلا منهما أختار موقعة الشهيد مع الشهيد؛ والمظلوم مع المظلوم، وهذا الأمر لم يكن محض صدفة، وإنما قال النبي الكريم إن المرء يحشر مع من يحب" فطوبى لكم بمن أحببتم"، وللسفهاء والمعاندين والبعثيين مع من أحبوا.
https://telegram.me/buratha