المقالات

الامام السجاد (ع) وسلاح الدعاء لفضح أبناء الطلقاء

1488 02:32:46 2015-11-09

أعطت ثورة الامام الحسين عليه السلام ووقفته البطولية يوم الطف دروس الأخلاق والإباء والتضحية أكثر مما تحصى ويعجز الوصف عن إحصاء مفرداتها فأصبح الحسين (عليه السلام) رمزاً للثائرين في كل مكان من الأرض وفي كل الأديان والملل، ومن عجائبها هو استمراريتها فبعد أكثر من 1370 عاماً لا تزال شعلتها تتقد في نفوس المؤمنين فأقيمت على منهجها دولاً وممالك نشرت الخير والإصلاح وأضحت مناراً للمستضعفين ولطلاب الحرية على مر العصور.

وقد أسس قيام ثورة عاشوراء والنتائج التي رسمتها وطبعتها على مسار التاريخ الإسلامي نهجاً إسلامياً متميزاً كالاستقلالية التي تمثلت بالفقه الإسلامي الذي يختص سنده بأئمة أهل البيت(ع) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ووضعت حداً فاصلاً بين ما هو اسلامي حقيقي وبين المبادئ الدخيلة على هذا الدين القيم وأزاحت الستار عن حقبة تاريخية إسلامية كانت تعد مرجعاً إسلامياً أوجدها وأبتعدها أبناء الطلقاء ويواصل مسيرتها أحفادهم وأنصارهم حتى يومنا هذا لتفريق الأمة وتمزيق جسدها وشرخ وحدة صفها، فعزت حالة الخلل والانحراف وفرزت السلبيات التي رافقت الدعوة الإسلامية منذ نشوئها.

فقد نشر الأمويون مبدأ قدسية الحاكم وإحكام مبدأ السيف بدل المقاييس الإسلامية التي كانت سائدة وكذلك أعادوا العصبية القبلية والقومية واتخذوها شعاراً للحكم في عهد معاوية وحتى في عهد عثمان من قبل مما ألغى الصفة الدينية للخليفة. ومن هنا فان قيام الامام الحسين (ع) على هذا الواقع الفاسد هي إعادة تشكيل للقيم الدينية التي يقدسها المسلمون.

وأعلن الامام الحسين (عليه السلام) اهداف ثورته هذه منذ اليوم الأول من خروجه من المدينة فعند لقائه (ع) بمروان وعند محاولة الأخير تحسين صورة أمر بيعة يزيد في عين الامام (ع) أجابه (ع) قائلاً:على الاسلام السلام إذا بليت براع مثل يزيد، ولقد سمعت جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: الخلافة محرمة على آل أبي سفيان فاذا رأيتم معاوية على منبري فابقروا بطنه وقد رآه أهل المدينة على المنبر فلم يبقروا بطنه فابتلاهم الله بيزيد الفاسق.

وجاءت مشية الباري تعالى في أن يبتلى الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام في يوم عاشوراء بمرض أسقطه الجهاد ومقاتلة الأعداء وليبقى رمزاً صادحاً ومنبراً لتوعية الرأي العام الاسلامي وغيره في ذلك الزمان لمعرفة الاسباب الحقيقية التي تكمن في ثورة أبيه الامام الحسين (ع) وما جرى في كربلاء من إراقة الدماء الطاهرة والزكية في حرب ضروس وغير متكافئة تألب عشرات الآلاف من انصار وأعوان الطاغية يزيد كان الكثير منهم ممن كتب يدعو الامام الحسين (ع) التعجيل بالقدوم الى الكوفة واقامة الصرح الاسلامي الحقيقي واذا بهم ينقضوا عهودهم ويتألبواعلى فئة صغيرة جداً لم يتجاوز عددها ال73 مؤمناً ، وما دار ودار من مآسي ومصائب واجرام يذكره التأريخ دو استحياء أو خجل .

ومن هنا انطلقت مسيرة الامام زين العابدين (ع) في توعية الافكار المهجورة والمضللة وبرز بكل قوة على مسرح الحياة الاسلامية كألمع مفكر وداعية وسياسي إسلامي متصدي لتزوير وتزييف أبناء الطلقاء ووعاظ سلاطينهم حيث استطاع بمهارة فائقة أن ينهض بمهام الامامة وإدامة نهضة والده الامام الحسين (ع) حيث حقق انتصارات باهرة عبر خطبتيه التي القاهما في مجلس ابن زياد الكوفة و امام الطاغية يزيد في الشام والتي كان لهما الأثر البالغ في إيقاظ الأمة وتحريرها من عوامل الخوف والارهاب والانحراف والتزييف والاعلام الموهم ليروي للناس كيف أن الحقيقة قتلت عطشى في كر وبلاء وسلبت وذبحت من الوريد الى الوريد وداست الخيول صدرها بحوافرها لا ذنب لها سوى انها أرادت الاصلاح في أمة الرسول محمد (ص) والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما أمرنا بذلك الدين الاسلامي الحنيف .

لقد كان الامام السجاد (ع) من أقوى العوامل في تخليد الثورة الحسينية، وتفاعلها مع عواطف المجتمع وأحاسيسه، وذلك بمواقفه الرائعة التي لم يعرف لها التاريخ مثيلاً في دنيا الشجاعة والبطولات، وظل يلقي الأضواء على معالم الثورة الحسينية، ويبث موجاتها على امتداد الزمن والتاريخ ، رغم كل ما استخدمته بني أمية من أنواع وأكثر الحيل لتضليل الرأي العام بسراب اعلامها وخديعته التي استوحت السذج من المسلمين وكان لابد من إظهار الحقيقة وتبيينها حتى لاولئك الذين تغافلوا عمداً لعدم معرفة أهداف الثورة الحسينية ودوافعها التي جاءت لاحياء الاسلام والسنة النبوية والسيرة العلوية وتوعية المسلمين وكشف الماهية الحقيقية للأمويين وإصلاح المجتمع واستنهاض الأمة لإنهاء استبداد بني أمية وتحرير ارادتها من حكم القهر والتسلّط وإزالة البدع والانحرافات واقامة الحق وتقوية أهله وتوفير القسط والعدالة الاجتماعية وتطبيق حكم الشريعة الصادقة عبر إنشاء مدرسة تربوية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك