يرتبط المتّبع لأهل البيت ع بأئمّته إرتباطا يختلف من شخص لشخص وتتحكم بهذا الإرتباط الظروف الزمانية والمكانية والحدثية , فالزائر لقبر علي بن أبي طالب عليه السلام يتعلق قلبه قبل وأثناء وبعد الزيارة بعلي (ع ) والذي طلب حاجة وتوسل إلى الله بالرضا علي بن موسى (ع) وقضيت حاجته فسيبقى قلبه معلقا بالرضا (ع) وفي الخامس والعشرين من رجب تتعلق نفوس المحبين بالكاظم (ع) ومن لديه مريض فإنه يطلب له الشفاء من الله بحق السجاد (ع) لأنه مر في مرض شديد أثناء معركة الطف .
وهكذا فالتعلق والإرتباط يحكمه تارة عامل الزمن ومرة عامل المكان ومرة أخرى الحدث والمكان .
وبنفس الوقت فإن هذا الإرتباط يكون ماديا دنيويا تارة عندما يكون المتبع لآل البيت (ع) لديه حاجة دنيوية ويريد قضاءها ويكون روحيا أخرويا تارة أخرى عندما يتوجه لهم طالبا الشفاعة الأخروية والمغفرة من الله بجاههم .
كما أن هذا الإرتباط يكون على المستوى الفردي فتكون العلاقة علاقة خاصة بين الموالي وأحد الأئمة (ع) فيقدم له نذرا خاصا بإستمرار أو يزوره بإستمرار أو يهدي له أعماله المستحبة وغيرها وتارة تكون بشكل جماعي كما في المواكب والمجالس والزيارات الجماعية .
وهنا يأتي الموسم العاشورائي ليخلق جوا يغطي البعد الزماني ( محرم / صفر) والبعد المكاني المتمثل بـ ( كربلاء) كما يلبي الحاجة الروحية من خلال الإنغماس في التعاطف مع الحسين (ع) ومصيبته التي تهتز لها الضمائر الحية و تصرخ لها الإنسانية إضافة للجانب المادي المتمثل بحصول الكثير من التسديدات والتوفيقات التي تعجز الصدفة عن وصفها.
وفي الموسم العاشورائي ومع الحسين (ع) يمتزج الإرتباط الفردي بالارتباط الجماعي من خلال الزيارات المليونية والمواكب والمجالس الحسينية .
فيكون بذلك الموسم العاشورائي هو الموسم الذي يقوم بتأصيل الارتباط الفردي والجماعي المادي والروحي الزماني والمكاني والحدثي في نفس المحب الموالي لأهل البيت (ع ) من خلال جميع فعالياته ومظاهره
وذلك الإرتباط بالحسين ( ع) هو بذاته إرتباط بالإمام (ع) كمفهوم عام للإمامة والارتباط بالإمام (ع) هو ارتباط بجميع الأئمة عليهم السلام كأفراد لهذا المفهوم وعلى رأسهم الرسول الأكرم (ص) فكان هو البوابة للتعلق والارتباط بهم (ع) وهذا ما يفسر ما ورد عن الصادق (ع): (كلنا سفن النجاة، وسفينة جدي الحسين -عليه السلام- أوسع، وفي لجج البحار أسرع)، وورد عنهم (ع): (كلنا أبواب النجاة، وباب الحسين أوسع . . وكلنا سفن النجاة، وسفينة الحسين أسرع)..
https://telegram.me/buratha