من لحق بي استشهد ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح ,تلك المقولة العظيمه قالها الحسين علية السلام, فتسابق الشيخ والشاب والمرأة والطفل والعبد الاسود والمسيحي, للتحاق بالفتح لعلمهم بالنتيجه وهي الفوز العظيم, في هذه العباره لخص الامام معنى خروجه على حكم الطاغية فطريقه طريق الشهاده والاستشهاد لمن اراد التحاق, اما من اختارغير ذلك فقد خسر الفوز العظيم, وهو الفوز بالفتح, الفتح الذي لاتكون مكاسبه دنيويه بحتة بل هو فتح الفتوح.
شاركوا في مسيرة الامام التي كان سفرها الخالد عطاء دائم, غير منقطع النظير لكل الانسانيه ,من تلك المسيره التي قدر لها أن تكون فيصل مهم في حياة الامة, أن تلك الدماء الزاكيه التي أريقت في أرض كربلاء تحولت الى علامه فارقه في التاريخ, ليس التاريخ العربي والاسلامي بل تاريخ العالم.
بهذه الكلمات اعلن الحسين علية السلام, ثورة على الحكم الاموي الفاسد على عظمة وجبروته وقسوتة, فقد مات معاوية وانتهى العهد والميثاق, واصبح وجها لوجه أمام دوره التاريخي, الذي يتحتم عليه ان يصنعه, وانه لعلى يقين من أن حكم يزيد لن يأخذ صفة الشرعيه مادام هو ممسكا عن بيعته أما اذا بايعه, فأنه قد أكسب الطاغيه حينئذ صفة القانونيه والشرعية, وهذا ما لايفعله الحسين علية السلام.
ان ثمة فرقا عظيما بين ان تكون الامه راضخه لحكم ظالم ولكنها تعلم انه حكم بغير حق وانه يجب ان يزول, فحينئذ يبقى الامل في التغيـــــــــــــــر حيــــــــــــا نابضا وتبقى الثوره مشتعله في النفوس ويكون للثأئرين مجال للتغيـــــــــــــــــر لان الحسيـــــــــــــــــــــــــن موجود, لذلك اعطاء البيعة الى الظالم مشاركه في ظلمه, ولكن حين تخضع الامة وهي تعلم ان الحاكم ظالم فاسد, فستكون مشاركة في قتل الحسين علية السلام.
التاريخ يتكرر بين فترة وأخرى, فالظالم والجلاد دائماً, مايطلع على تاريخ الطغاة, ليأخذ العبرة منهم لبقاء حكمه أطول وقت ممكن , وأحيانا أخرى أحفاد اولئك الطغاة, هم من يتصدون ويحاولون أعادة تاريخ أجدادهم الحافل بالقتل والسبي والتدمير, وهذا ماحدث في العراق وسوريا, عندما تعرضت البلاد الى هجمة من أحفاد أبن أكلة الأكباد, محاولاتٍ أعادة ذلك التاريخ, المشوة, فبعض أحفاد الذين تخلوا عن نصرة الحسين علية السلام ركنوا اليهم, وقبلوا بهم لأنهم عبيد الدرهم والدينار, فكما فعل يزيد مع أهل الشام والعراق أشترى بعضهم, وأرهب بعضا وأرغب بعضا اخر.
اما أحفاد الحسين علية السلام وأحفاد اولئك الرجال, فقد كانت الثورة مشتعلة في قلوبهم, وكانت نفوسهم مهيئة للشهادة, راغبة بالأنتصار, ودحر أحفاد أبناء العار,فما أن أعلن سماحة الأمام المفدى السيد السيستاني الفتوى الشهيرة ضد الظلم والطغيان, حتى تسابقوا,ليسجلوا أسمائهم مع أصحاب الحسين علية السلام,فكان عهد الجهاد والشهادة, وكانوا يسطروان ملاحم, أرعبت أعداء الله, فكان زمانهم عهد للجهاد والشهادة,في زمن الطغيان والظلم الذي تجلى في في وجوه عدة بين داعش والفساد.
https://telegram.me/buratha