كما يقال - النساء منجم السعادة - فرجل واحد لا يكاد يمد يده حتى يضعها على الجوهرة المشرقة , ومائة رجل يغربلون حصى المرأة وترابها ليجدوا فيها شذرة تلمع .. لكن البعض يخيل لهم : إن عقول النساء مثل وجوههن تحته ما تحته وليس عليه ألا غبار من العقل.
قال بعضهم لرجل زاهد : إني رايتك في الجنة تمشي فقال له الزاهد : إما وجد الشيطان أحدا يسخر منه غيري وغيرك , وقال رجل لامرأة : إني رايتك الليلة في الجنة فقالت له : ويحك تقولها من غير إن تشكر فضلي عليك مع إني أدخلتك الجنة.
إن كل ما يلحق بالمرأة من وصف وكل ما يقال عنها فيه ظلم وإجحاف في حقها , لا سيما إن الجيل الحالي من النساء اختلفن كثيرا عن الجيل السابق .. المرأة ألان خرجت للعمل وصار يومها مزدحما بالمسئوليات العائلية والوظيفية , وهي شريكة للرجل في صنع القرارات , لذا من المعيب إن نصف كلامها بأنه لفظ فارغ من المعنى , وأنها كثيرة الكلام.
فهي لم تعط لحد الآن حقها ولم تأخذ مكانتها كما يجب في تقلد المناصب العليا في الكثير من مؤسسات الدولة على الرغم من وجود كوادر نسائيه محترمه تستطيع تقلد أية منصب , وهي لا تقل عن الرجل علماً وممارسةُ , كما إن هناك بعض السياسيين يضغطون بالاتجاه المعاكس لطمس دورها وجعلها تابعه .
إن احترام المرأة والدفاع عن حقوقها ليست غايته فقط الحرص عليها , بل الحرص على الرجل نفسه وعلى عموم المجتمع والدولة ليكون أكثر توازناً وعاطفةً وإنسانيةً واقل غبناً وإجحافاً وظلماً,إن المساواة هذه لا تعني أبدا المساواة في الهوية الذاتية , بل المساواة في الحقوق الإنسانية - الاجتماعية والمهنية,فالثقافة ليست وقفا على احد دون أخر , وليست ملك فئة دون أخرى , إنما هي ملَك للجميع وينبوع ثر في متناول المجتمع رجالا ونساء .
وقد صدق الأديب والفيلسوف الفرنسي فولتير-1778 -1694 م حينما قال : ( إننا نسعى جميعا للسعادة , ولكن دون إن نعرف أين هي ؟ مثل السكارى الذين يبحثون عن منازلهم وهم مدركون إن لديهم منزلا ما ).
https://telegram.me/buratha