برز في الأيام القليلة الماضية تحالف جديد بقيادة روسيا ينافس التحالف السابق الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، تحالف رباعي روسي إيراني عراقي سوري وطبعا بدعم صيني ومصري.
في البداية لابد أن نبحث عن السوابق التاريخية لكلا التحالفين وعلى الأقل رئيسي التحالفين ، فالاتحاد السوفيتي السابق الذي هو امتداد لروسيا اليوم، لم يسجل التاريخ حالة احتلال أو استغلال أو انتقام لأبناء الشرق الأوسط وخاصة العرب بل بالعكس اشتركت في حروب العرب مع إسرائيل بسلاحها وحتى بطياريها في زمن جمال عبد الناصر، وعندما تخلت عن حلفائها في ليبيا والعراق فانه بسبب طيش حكامها وتعرض الاتحاد السوفيتي للانهيار والتفكك بفعل تخطيط واشنطن.
وبالمقارنة بين التحالفين فتحالف واشنطن مارس الاحتلال ولازال يمارس ويدعم انظمة دكتاتورية ويحاسب اخرى لانها لاتنفذ اوامره وتتعاطف مع اسرائيل، و يضم الكثير من التناقضات، فهو يضم في جنباته الحكم والخصم، فواشنطن حليفة إسرائيل والأخيرة عدوة العرب واغلب العرب ضمن هذا التحالف!!، إلا إذا صح الخبر بان العدو الرئيسي إيران وليس إسرائيل وهذا واضح في التصريحات والمواقف وحتى الأفعال لبعض الدول العربية، وهناك دول ضمن التحالف تدعم الارهاب سابقا القاعدة واليوم داعش بالاموال والرجال سرا وعلنية ولكن بشرط أن يكون خارج حدودها وبالتحديد في العراق وسوريا وليبيا، وهي تشترك بالمعلومات التي تقوم بإرسالها الى أصدقائها في داعش فهم مسموح لهم العمل هناك ويحصلون على الدعم والمساندة، لكن عندما يدخلون الحدود يصبحون أعداء يحق قتلهم واعتقالهم!!، وواشنطن التي تفرق بين الشياطين فتصف بعضهم بالمعتدلين وغير المعتدلين.
إن ما يهمنا في البحث البعض من ساسة العراق يساندون الأسد عندما كان يسمح بدخول الإرهابيين الى العراق بحجة محاربة أمريكا بل يساهمون بالمعلومات وبالزيارات وهذا ما قالته بثنية شعبان صراحة، أما اليوم وحين تغيير الموقف من الداعمين فأصبح الأسد عدوهم لان خالف ارادة الدول الداعمة لهم وسيدتها واشنطن، وانه ضد شعبه ، وسابقا يطلبون تدخل أي دولة ضد داعش بالاعلام للخلاص منه لأنه احتل مدنهم حسب مايدعون ، والحقيقة أنهم سلموا مناطقهم لداعش تسليم يد، وعاد التناقض من جديد وعندما أعلن عن التحالف الجديد وان روسيا مستعدة لضرب الإرهابيين بصورة حقيقية وليس انتقائية صرح هؤلاء بان هذا التحالف غير مقبول وان الأول هو المقبول فيا ترى ما هو السبب؟؟!!
بالرغم من إن محافظاتهم ومدنهم ذاقت الأمرين من تهجير وذل العيش والتأخر في التعليم لتعطيل المدارس والجامعات ومن بقي أما منظم لداعش ومصيره أما الموت أو العوق ومن لم ينظم يعيش التهجير والذل والهوان، وهم يأتمرون بأمر الدول التي تسيرهم وهي المشتركة في التحالف الآخر والتي من مصلحتها إفشال هذا التحالف، هناك دعم شعبي لهذا التحالف وتصريح المرجعية في الدعوة في تضافر الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب وهي دعوة صريحة لمشاركة روسيا خصوصا وان العراق اليوم يقاتل أكثر من 60 جنسية ، ولروسيا دور كبير في معرفة الأوضاع في سوريا وتحركات داعش ومركز قياداتها وتمويلها، إضافة إلى ان هناك مقاتلين شيشانين وبعض دول القوقاز.
ان التحالف السابق لم يحقق أي نتيجة بعد مضي زمن طويل، والتوقيتات الامركية غير دقيقة وطويلة الامد والاستشارة التركية، اضافة الى ان هناك الكثير من الممنوعات التي لايضربها بحجة الحفاظ على المدنين كالجوامع والمنازل والمدارس وغيرها وهي أماكن يتخذها داعش كمراكز للقيادة والتفخيخ ، وهناك الكثير من التساؤلات عن دخول وخروج قوات داعش من دبابات وعجلات وهي بالمئات ولا يتم ضربها بالرغم من ان الولايات المتحدة تمتلك الأقمار الصناعية والطائرات المتطورة والصواريخ الذكية التي تنطلق من البحر وتسقط على منزل وسط بغداد فتقتل الهدف كما رأينا في حرب الخليج الأولى والثانية فما الذي يحدث اليوم؟!!
فعلى الحكومة ان تكون حاسمة في هذا الأمر وان لاتنصاع لساسة الدواعش، الذين دمروا العراق وساهموا في تأخره وانتشار الفساد والفوضى والطائفية ، واليوم هم دعاة مشروع التقسيم، فانه عندما يتم ضرب مواقع داعش في سوريا فسوف يفر مقاتلوها الى العراق لان الأردن وتركيا أغلقت حدودها بينما العراق حدوده مفتوحة، وان تتحالف مع من يوفر لأبنائها الامن والامان وعدم الاكتراث لسياسيين ليس لهم ارتباط مع مناطقهم التي تشتت أبنائها بفعل خيانتهم لوطنهم ومواطنيهم وانهم سوف يبقون يعطلون بالقبول وغير المقبول ليس بامرهم بل بامر اسيادهم.
https://telegram.me/buratha