هل نحن شعب مريض أم متمارض ؟ هذا السؤال دائما أطرحه على نفسي وإنا أشاهد يوميا المئات من الرجال والنساء وهم يراجعون الصيدليات لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية سواء بوصفة طبية أو بدون وصفة يحددها الطبيب المعالج , وأحيانا نجتهد بشراء الدواء ونذهب لأقرب صيدلية في منطقة السكن نطلب من الصيدلي أو حتى المضمد بما نرغب ونشتهي من الدواء , لان الدواء في بلداننا أصبح سلعة سوقية تشترى وتباع حالها حال الطماطم والباذنجان والفواكه المستوردة , كذلك هو مستورد.
البعض يعتقد أن الظروف الصعبة التي مررنا بها عبر السنون الماضية وما عانيناه من حروب مستمرة وإرهاب لا دين له سببت لنا أمراض عضوية ونفسية , جعلتنا موتى بلا قبور نمشي على الأرض دون أن نعرف كيف ومتى نموت , بالسكة القلبية أو بمرض الضغط أو السكري ؟ نعم للحروب المستمرة أثرها الواضح على الشعوب وإفرازاتها هي : الفقر والعوز وكثرة الأيتام والأرامل والمطلقات والأمية الثقافية والسياسية .
خلاصة القول : نحن مرضى بمرور العصور .. واعتقد منذ العصر الجاهلي حتى اليوم , ولكن أمراضنا ازدادت وتفاقمت في الوقت الحاضر , والكثير منها سبَبها بعض الحكام المستبدين , فتحولت إلى أمراض اجتماعية كمرض الإرهاب والفساد والانتخابات المزيفة ومرض الوعود الكاذبة و المحاصصة السياسية والطائفية والتهجير والهجرة لبلاد الغرب .
وأخيرا ضرورة التصدي للانعزالية الفكرية التي تحارب التفاعل الفكري مع الفلسفات والأفكار الأخرى وتؤسس للتخلف الثقافي , لاسيما إن الجهلة الذين يعوزهم الاطلاع على أفكار وفلسفات العصر الحديث يشهرون أسلحة الاتهام بوجه المثقفين المتنورين وبدلا من معالجة عقدة النقص الثقافية لديهم يعطون لأنفسهم حق محاربة الفكر الحديث المنفتح على ثقافات العالم المختلفة
https://telegram.me/buratha