المقالات

رجل بيعة الغدير والحشد الشعبي. رجال غير عاديون لدور غير عادي

2038 22:05:28 2015-10-02

لا يغفل أصحاب المشاريع الكبرى، وخصوصا التي تهتم ببناء أمة أو دولة، عن رسم الخطوات القادمة وتحديدها، وتحديد شخوصها المرشحين، إن أمكن ذلك، وتوفر الأشخاص، أو المجموعات المناسبين. تتعلق عملية تحديد الشخوص، أو المجموعات المعنية، بقضايا ترتبط بأهمية المسؤوليات المناطة بتلك الشخصيات، في مستقبل المشروع، وأثرها على نجاحه، وتحقيقه لأهداف الأمة أو الوطن.

لا يمكن أن يختلف إثنان، على مصداقية واقعة بيعة غدير خم، في صدر الإسلام، وثبوتها تاريخيا. لكن البعض حاول، تؤيلها بتفسيرات، تقترب أو تبتعد، بمقدار ما فهمه، أو ما تحقق من مصالحه الخاصة، أو الجهة أو الفريق الذي يؤيده، أو دفع له.

لكن ما أتفق عليه حتى أشباه المنصفون، والباحثون بموضوعية، ممن حلل الواقعة ودرسها، خطورة الدور المناط بالإمام على أبن أبي طالب، عليه وأله أفضل الصلوات، في الرسالة الإسلامية، وهو دور إختاره له النبي الأكرم عليه واله أفضل الصلوات، بتوجيه رباني.. لحماية الرسالة، وإكمالها شرحا وتوضيحا، والحفاظ على وحدة المسلمين، وحمايتهم من الفتن والإنحراف، خصوصا في ظل الظروف التي رافقت وفاة الرسول وما بعدها، مما لا يطيقه إنسان عادي. فكان فعلا إنسانا غير عاديا، لدور غير عادي.

رغم إستحالة أن يقارن دور أي شخص أو جهة، بدور الإمام علي، عليه وأله أفضل الصلوات، إلا مع حفظ النسبة وفارق خطورة الدور، وفردية شخصيته وندرتها. إلا أن الدور الذي قام به، أبطال الحشد الشعبي، على إختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم، كان من الخطورة والأهمية والمصيرية بمكان، لتعلقه بوجود العراق كوطن، وإستمرارية بقاءه موحدا.

رغم وجود قوات أمنيه، من جيش وشرطة، ومؤسسات دولة، إلا أن طبيعة التركيبة، العقائدية والوطنية للحشد، سمحت له بلعب دور توحيدي، يضاف لدوره العسكري، الذي نجح في أدائه بجدارة، وما أمتلكه كثير من قادته ومنتسبيه، من خبرة قتالية، تتلاءم وطبيعة المعركة، كونها غير نظامية أو تقليدية، وتفرده بكيفية القرار الذي أدى لتشكيله، بفتوى من المرجعية، لم يتوقع أحد أن تصدر يوما؟!
بعض الأدوار تفرض، على الإنسان أو المجموعة إضطرار، وبعضها الأخر تُختار بكامل الرغبة.
بعض تلك الأدوار، تكون ثانوية، وعلى هامش الأحداث العظيمة في مصير الأمم. وأدوار أخرى تكون في قلب الحدث، إن لم تكن هي الحدث.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك