المقالات

موتوا بغيظكم.. ولى عهد أحادية القطب في العالم

1133 22:01:09 2015-10-01

انتزعت موسكو زمام المبادرة بشكل نهائي في سوريا من واشنطن، التي تواجه مأزقا مستديما أيضا في العراق، حيث لا تقدم فعليا في محاربة الإرهاب ولا نجاح.

ولعله لذلك وافقت الحكومة العراقية (حليفة الولايات المتحدة) على مشاركة روسيا في هذه العملية، وسمحت بعبور الطائرات الروسية أجواءها، ووافقت على إقامة مركز معلوماتي في بغداد مع الروس والسوريين والإيرانيين لمحاربة "داعش" في سوريا وربما فيما بعد في العراق.

ومن الطبيعي فإن هذه الضربات، التي مهد لها الكرملين بتدريبات عسكرية في روسيا تواصلت منذ شهرين، ليتم توجيهها إلى مواقع التنظيم الإرهابي بعد حضور بوتين جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة ولقائه أوباما، قد أثارت استغراب ودهشة وغضب السياسيين الغربيين ومعهم الأتراك والسعوديون والإسرائيليون، الذين يرون في الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وأنها قائدة العالم، ولا سيما أن الغرب كان ينام على وسادة من حرير، بعد محاولته إغراق روسيا في المستنقع الأوكراني، الذي تملص منه بوتين بإعادة القرم إلى الوطن الروسي الأم عام 2014، والتي كانت إشارة واضحة إلى وجود قطب دولي آخر يعزز مواقعه ليس في البحر الأسود فحسب بل وفي العالم.

أما بعد توجيه الضربات الجوية الروسية إلى معاقل "داعش" في سوريا فقد تلقى المجتمع الدولي رسالة واضحة بأن عهد أحادية القطب في العالم قد ولى إلى غير رجعة، وأن قطبين يوجدان من جديد في العالم، فقد كانت هذه خطوة روسيا الأولى في الدفاع عن مصالحها بعيدا عن حدودها وحدود جيرانها من الدول، والتي لا يتدخل فيها الأمريكيون.

قبل ذلك وعلى مدى 25 عاما لم يكن ممكنا القيام بخطوة مماثلة من دون موافقة أو توجيه من الولايات المتحدة: ففي ليبيا أطاح الأوروبيون معمر القذافي تحت قيادة واشنطن عام 2011، وقصفت قوات الناتو صربيا وانتزعت منها كوسوفو عام 1999، واقتحمت القوات الدولية أفغانستان عام 2001 تحت راية الولايات المتحدة. أما العراق فدمره التحالف الموالي لأمريكا قبل انسحابه منه عام 2011.

وكان فلاديمير بوتين كل هذا الوقت يعيد بسط النظام داخل روسيا ويرتب الأمور على حدودها.

فهو لم يسمح بانهيار طاجكستان، وانتزعها من أتون الحرب الأهلية الدموية.

ولم يسمح بانزلاق أذربيجان وأرمينيا إلى حرب إبادة.

وحررت القوات الروسية أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية من قبضة قوات جورجيا وأعادت السلام إليهما.

وأخيرا تم سحب القاعدتين الأمريكيتين من أوزبكستان وقرغيزستان بعد ضغوط من موسكو على قادتهما.

ومن الطبيعي ألا يحظى إفلات الدب الروسي من أصفاده، التي قُيد بها عام 1991، والذي وجد تتويجا له في الشأن السوري اليوم، برضا من ظنوا أنهم أسياد العالم إلى الأبد، بينما سيجد ترحيبا بعودة التوازن العالمي ممن أعياهم إصرار بعض الدول على التفرد في قيادة العالم ونشر المآسي هنا وهناك.

حبيب فوعاني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك