روى احد الحجاج الناجين من حادثة تدافع الحجاج في مشعر منى التي وقعت أمس الخميس، تفاصيل ما شهده أثناء تواجده بموقع الحادث.
وقال "اختصار لما عشته خلال أربع ساعات تقريبا من الحدث المؤلم الذي راح ضحيته المئات من الحجاج،في أحد المسارات التي تؤدي إلى الجمرات ويبعد عنها كيلو ونصف تقريبا، وتحديدا كنت في وسط المسار بعد الافتراق عن صحبتي،في الساعة الثامنة والنصف صباحا تقديرا إذ لم يكن معي ساعة".
وتابع "ولكي أكون دقيقا فسيكون الحديث عن المنطقة التي كنت فيها والتي لا تتعدى إحاطتي بها الثلاثين مترا تقريبا من جميع الاتجاهات"، مشيرا إلى إن "بداية المأساة تتمثل بان الحجاج يمشون ببطء شديد، والجو حار والتهوية تكاد منعدمة، فجأة توقفت الحركة، وكأن الطريق مغلق، فبدأت حالات إغماء قليلة من النساء في وسط المسار. أخذت النسوة إلى جانبي المسار الذي كانت بعض الحملات تسكن على جانبيه لكن المفاجأة غلق هذه الحملات أبوابها في وجوههم، ومازالت المشكلة قائمة المسار واقف لا يتحرك!".
وأسهب ان "المأساة تفاقمت، إذ ازدادت حالات الإغماء، ووقع الاضطراب الشديد والهلع فالجميع يخشى على أهله ونفسه من الإغماء، وبدأ الكل يتجهون إلى جانبي الطريق لائذين بالحملات التي كانت على جانبيه لكنها مقفلة الأبواب في وجوههم فزاد الهلع وبدأ التدافع وازداد المغمى عليهم وبدأ بعضهم بالتسلق للنجاة".
وبين "مرت ساعة تقديرا على هذا النحو، والجو شديد الحرارة وبدأت بعض الأرواح تعرج لبارئها، وقام بعض المتسلقين وعناصر بعض الحملات برمي المياه على العالقين ورشهم بها مما قلل من أعداد الضحايا لكن الإغماء ما زال مستمرا".
وتابع "جلس الحجاج عل الأرض ينتظرون من يسعفهم لكن دونما جدوى، قام البعض بمحاولة إنقاذ، تظليل، ترطيب الأجسام، سقي وبدأ الهدوء يخيم في المكان مع وجود بعض الجثث، لكن إلى متى سيصمدون؟".
واسترسل قائلا: "فجأة بدأت حوامة تحوم حول الموقع، فظننا أنها المساعدة ولم نرى منها شي!، الحجاج بدؤوا يصرخون ويبكون فالمنظر مؤلم، أم ثكلى بابنتيها الشابتين وزوجة تبكي على جسد زوجها وآخر عار من الثياب همه النجاة بنفسه، و، و، والله المستعان".
وقال "مرت ساعتان أخريان ولا توجد بوادر إنقاذ، استمرت محاولات من البعض للمساعدة من أجل الصمود لأطول وقت ممكن لكن، انتشرت رائحة الموت في المكان بدأ الضحايا يتوسدون بعضهم بعضا وسط بكاء شديد، وما جاء من ينقذهم بعد!، ثم لاحت لنا سيارة إسعاف وأعداد من المنقذين يسيرون على استحياء يرفعون الجثث ويسعفون المصابين في رتابة مملة".
وختم "بعد ذلك لا أدري ماذا حدث في المكان الذي كنت فيه، فقد خرجت من المكان برفقة امرأة ستينية تقريبا أصابها الذعر".
وكان حادث التدافع الذي شهده مشعر منى أمس الخميس، ادى الى وفاة 717 حاجا واصابة 863 في حصيلة قابلة للزيادة، بحسب وزارة الدفاع السعودية.
https://telegram.me/buratha