المقالات

الاصلاحات.. للتقدم لا للتعطيل

1859 15:55:24 2015-09-21

تناولت حركة الاصلاحات لحد الان سلسلة من القضايا منها فتح ملفات تتعلق بالنزاهة.. والغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء.. واعادة هيكلة الحمايات الخاصة.. واعفاء عدد من الوكلاء وكبار الموظفين.. وتخفيض رواتب وتقاعد الدرجات العليا، وغيرها.. وجميع هذه الاجراءات هي في الحقيقة رسائل للتعبير عن النية ورغبة الاصلاح، ويجب ان تكون خطوة نحو سياسات تطلق افاق جديدة للبلاد.

ان معظم، ان لم يكن جميع، هذه الاجراءات يحجز ويأخذ ويقتطع ويعاقب ويتوعد.. وهذا امر قد يكون ضرورياً شريطة ملاحظة امور منها، ان لا يكون لاغراض اعلامية واستهدافات شخصية.. كذلك ان لا يكون على حساب مصالح جدية وحقيقية قائمة تعطلها هذه الاجراءات.

البلاد بحاجة للبدء فوراً باجراءات تساعد فعلاً على احداث نقلة نوعية في السلوكيات والاولويات يتلمس المواطن نتائجها على حياته اليومية، والا فان البقاء على الاجراءات اعلاه سيعني اضافة قوى ناقمة اخرى، دون تعبئة قوى مناصرة جديدة. صحيح ان الاوضاع المالية الصعبة لا تسمح بحل مشاكل البطالة والخدمات فوراً. لكن الصحيح ايضاً اننا نمتلك طاقات غير مستثمرة واصول مجمدة كثيرة. وان الاصلاحات، في مثل هذه الاوضاع، يمكن ان تحرك اموراً مهمة لتتحول من رأسمال مجمد الى رأسمال متحرك، يعوض كثيراً عن نقص اموال النفط.

فالاصلاحات التشريعية والادارية والاسراع بتطبيق قانون العمل الذي يمنح العاملين في القطاع الخاص حقوق التقاعد والضمان هو اولوية الاولويات وهو امر سيزيح عن الدولة وترهلها عبئاً كبيراً.. وسيسمح باعادة هيكلة العمالة بما يساعد على تحريك الاقتصاد. وان توفير بيئة امنة للاعمال وقرارات ثابتة لا تتغير في كل يوم، وتسهيل عمل الشركات والمصارف والجامعات والمستشفيات الاهلية والعديد من المصالح الاهلية -وليس التعقيد عليها كما يحصل حالياً- يقود لاصلاح جدي ولان تجد شرائح واسعة ابواباً للعيش او للحصول على الخدمات وفرص الحياة لا تستطع الدولة توفيرها ولن تستطيع من توفيرها مستقبلاً. وان تحرير القطاع العام من العقد والمخاوف، واطلاق الصلاحيات وتشجيع المبادرات وايقاف كل السياسات والاجراءات التي تعاقب على الاجتهادات او الاخطاء الطبيعية غير العمدية والتمييز بين ذلك كله والفساد من شأنه تحويل الكثير من المؤسسات من مؤسسات غير راشدة وخاسرة الى مؤسسات راشدة ورابحة. وان تمليك حقوقاً عينية عقارية وزراعية وصناعية تمتلكها الدولة الى المواطنين مجاناً او بتسهيلات كبيرة لتحفيزهم على العمل وتحريك الاقتصاد هو امر ممكن لا يكلف الدولة، بل على العكس يجلب اموالاً عبر الرسوم والضرائب وازالة اعباء كبيرة عنها.

وان منح اصحاب الدخل المحدود وبعض الشرائح الاجتماعية حقوقاً معنوية واعتبارية، او اعفاءات من بعض الديون والغرامات هي امور يقدرها المواطن وتحقق التعبئة لتحقيق الصالح العام وترفع عن المواطن بعض الاعباء وتوفر له بعض التعويض. ففي بلدان كثيرة تمنح العوائل او من ذوي الاعمار الشابة او الكبيرة بطاقات تسمح لهم بتخفيضات او اعفاءات بدخول الاماكن او استخدام الوسائط او الحصول على الاستثناءات بما لا يكلف الخزينة شيئاً، لكنه يعطي للمواطن قناعة بالتعويض والتكافل وهذه امور مهمة لتحقيق الرضا العام.

فنحن امام فلسفتين.. الاولى تبحث عن الاصلاح والانطلاق عبر تحريك المجتمع والدولة باستثمار الطاقات والقدرات ومنح الحقوق واثارة الحوافز والدوافع.. والثانية بالبقاء في حدود الرقابة والعقوبة والحصر والمنع. ولاشك ان الثانية ستكون قاتلة ان جاءت وحدها، وستكون فعالة ان لم تقف عثرة امام الاولى، التي هي ما يعول عليه لانطلاق البلاد وتقدمها وعبور هذه المرحلة الحساسة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك