لست في هذا المقال بصدد الدفاع عن السيد عمار الحكيم ، أو عن كتلته أو من يتعاطف معه . بل الله يشهد أنني تصورّته يوّجه النصح للسيد عمار من خلال إعطائه صورة عن الشخصيات التي تحيط به .! و إذا بي أقرأ ما لم يدر بخلدي أو بتوقعه إنسان سّوي يحترم دينه و عقله،
حيث كان مقاله مليئاً بالكلمات السّوقية يأباها من له بقية من شرف أو رجولة !
و الأكثر إيلاماً هو تجاوز على شهيدٍ ضحىّ بنفسه من أجل عراقٍ حرٍّ كريم يسعد به الجميع . و ربمّا ظهر حقدهم الدفين وعابوا على شهيد المِحْراب عندما أعلن في أول خطبةٍ له : أن يُقبّّل يد المراجع .
. و هذه الكلمة لا يرتضيها كاتب المقال و من يدور في فلكهم.!
لأنهم لا يَرَوْن حرمة لمرجع و لست متهّماً.
ويظهر ذلك جليّاً عقب أول زيارةٍ لرئيس وزرائهم للإمام السيستاني ، حيث أشار السيد من طرفٍ خفي أنهم لا يهتمون لأمر المرجعية. و عند خروج سيادة رئيس الوزراء ممتعضاً و الغضب بادٍ على وجهه سأله أحد المرافقين عن سبب ذلك فأشار بيده الى بيت السيد السيستاني و قال :
هو هذا شمفه بالسياسة !.
لذلك عندما قرأت ما نشر على موقع ( عراق القانون ) لم اُصدم لمعايشتي لهذه النكرات التي تخلّت عن دينها فضلاً عن شرفها و باعتهما في سوق النخاسة بثمنٍ بخس .!
و العجيب في الأمر هو أننا نرى كثيراً ما يختلف إثنان في موضوع ما ، فينحصر خلافهما في نقطة الخلاف فقط ، و لا يتعّداها الى يصل الأمر الى الإنحطاط الأخلاقي و التوحّل في مستنقعات الرذائل .!
و مما يؤسف له أن البعض يدّعي التدّين و لكنه ينحدر الى الحضيض في أول الطريق بخلاف من نتهمّهم بأنه لا دين لهم !.
هذا ما شهدته و سمعته من طبيب أوربي عايش الكثير من المجتمعات العربية و خلص في النتيجة الى قناعة في دراسته عن الأزمة النفسية التي يعيشها بعض العرب فيما إذا إختلفوا فيما بينهم و بالخصوص بعض المثقفين العراقيين . حتى يصل بهم الحال الى التسقيط و البهتان و تناول العرض و الشرف . و كانت هذه دراسة لواقعٍ معاش و ليست وهماً أو دراسة لحالة خاصة .
فبعد أن سألني كيف تقضي وقت فراغك ؟
قلت في كتابة الشعر و المقالات الأدبية و الإجتماعية .
و سألني ثانية هل لا زلت تكتب ؟
فقلت لا ؟ فسأل عن السبب ؟
فقلت أنني في كثير من الأحيان لا أطيق القراءة عندما اُقــّلب صفحات المواقع التي تعنى بالشأن الإجتماعي أو السياسي خصوصاً في العراق ،
لأن البعض - خصوصاً من يتصّدى للحكم و يتسّنم موقعاً مرموقاً -
إذا ما إختلف مع أخوان الأمس فيصبحون في قاموسه أعداء اليوم و هم أخطر على عرشه من المجاميع الإرهابية بحيث لا يتنزل و يحارب هذه المجاميع !.
و يهوي الى الحضيض كما هو الحال مع من كانوا شركاءه في المعارضة بالأمس القريب وهم إخوانه في الدين و العقيدة و النضال .!
و أعود لأقول قرأت المقال فأثار شجوني و الذي كتُب تحت عنوان :
للسيد عمار بالقلم العريض ج1
http://www.qanon302.net/in-focus/2015/08/29/68896
بقلم: فرحان العراقي - 05-09-2015 / صوت العراق
و هذا النص:
( شنو معناته اربعه وستين الف متر اخذتوهه حاصل فاصل ياسيد عمار بتراب الفلوس من يعان النجف وهيه جانت معسكر تدريب وبنيتو عليه مرقد شهيد المحراب وصار اكبر من حضرة الامير والزلمه ماليتو منه ولا لواث ..ا لو لاين جثته شكثر تحتاج اراضي ، يمكن نص النجف ماتكفيكم ويجوز تاخذون من صحن الامام م متر عوازه على ابو سيد ومن جماعتنه ...وشلون اتسمونهه شهيد المحراب وهو بعد عيني عينه استشهد يم الباب ،خوب سموه شهيد الباب.ياثور معمم انطاك فتوه تفرهد بيه املاك الناس والدوله ياسيدنه وياقائدنه. )
و قبل تاريخ هذا المقال كتب ( المدعو فرحان العراقي ) مقالاً بتاريخ 29 / 8 / 2015 يقول :
( السيد عمار الحكيم ..انته رجال ديمغراطي من خلقت الله وهاذي مايختلف عليه حمارين من رواد ملتقاكم وتؤمن بالحريات والانفتاح الثغافي وتعتقد بحرية المراه ولباس ابو الخيط والستيان الواضح باحتفال الالوان وضوح الرؤية في الفريق المنسجم.. اول هيل ارد اسعلك ياعمار عن اوليدات عمك وين صارو وشلون موعتهم صادق وحيدر محمد باقر الحكيم , عود ليش مالهم مان بمجلس خرّييط ال الحكيم .. وشكاتب عمك الشهيد بوصيته عليهم..
ثاني هيل ليش عمك وحده راح بالتفجير لا انت ولا ابوك بالتبني عبد العزيز . شعجب ؟..
ا انتم ماصلون وراه لو ان شفتكم مسائي بالصلاه شنهي فهمنه لخاطر ام شامه الكبد مال سماحتك.
بعدين ليش اي مسعول من يطون سياره بطريق موكبه يلون جثته , ايده, رجله , خفت, صخام وعمك الله ايرحمه ولا وذره بقت منه بس المحيبس)
إنتهى نقل النصوص من مقال من أسمى نفسه ( فرحان العراقي )!
و لو أردنا الوقوف على كل كلمة قالها هذا ( الشريف!! ! ) لأحتجنا الى عشرات المقالات و لكن فقط نشير الى أهم ما ورد فيها من نقاط ينبغي التوّقف عندها .
1- كذبة الأرض التي بني عليها مرقد شهيد المِحْراب . وكان الأمام السيد محسن الحكيم (رض) قد اشتراها في زمنه لبناء منشآت تابعة للحوزة العلمية في النجف تظم مدرسة وأماكن لأقامة الطلبة اضافة الى المرافق الأخرى التي تخدم العلم وطلبة العلم . و ليت ( فرحان ) عاد الى دفن الامام الشهيد الصدر و نقله عدة مرات ليدفن في متنزه و ألعاب مدينة النجف و هي في المساحة أضعاف مساحة مرقد شهيد المِحْراب ! و لكن ...
2- السخرية من شهيد المِحْراب و الشماته لفاجعة إستشهاده إذ يقول : ( ا لو لاين جثته شكثر تحتاج أراضي ) .!
3- الإستهزاء بتسميته بشهيد المِحْراب و إبدال تسميته بـ ( شهيد الباب ) .!
4- الطعن في نسب السيد عمار و قذف العلوية والدته و المغفور له الحجة السيد عبد العزيز عندما يقول جما نصه :( لا انت ولا ابوك بالتبني عبد العزيز ) !
5- الشماتة بفاجعة شهيد المِحْراب و أنه لا أثر له و قوله مستهزءاً و شامتاً و هذا نصه : ( وعمك الله ايرحمه ولا وذره بقت منه بس المحيبس )
فهل أن عدم بقاء الجسد دليل على خزي القتيل أو عبارة عن سخط الله عليه و سوء عاقبته ؟!
فهل كانت أفعال ( أجدادك يا فرحان) من بني العباس في إحراق جثث العلويين و في مقدمتهم زَيْد الشهيد ( سلام الله عليه ) و ذرّه في الهواء ، و دفن السادة العلويين في المطامير و لم يبق لهم أثر و إخراج أجسادهم و إحراقها هو غضب الله عليهم و أنهم يستحقون أن يشمت بهم ؟ !
و لا أرى عندك أي مانعٍ ( من أن تبيع دينك كما بعت شرفك ) أن تجيب بالإثبات لأن مصادر فقهك يتفق مع فقه ( حزب التحرير ) و هذا ليس بإتهام بقدر ما هو حقيقة إعترف بها مرجعكم السيد طالب الرفاعي في لقائه على قناة العربية في برنامج إضاءآت مع تركي الدخيل و هذا الرابط :
و الذي يعترف فيه الرفاعي بتأثره بأفكار الإخوان وقراءة كتبهم والتشابه بين حزب الدعوة وتنظيم الإخوان وعلاقاته معهم ومع حزب التحرير و أنهم رشحّوه لكي يكون رئيساً للحزب الاسلامي.
(الواجهة السياسية للأخوان )
و أبرز أعضاء حزب التحرير محمد قطب صاحب كتاب ( في ظلال القرآن ) الذي يتهّم الإمام علياً ( ع ) بشرب الخمر .
و هذا نص ما جاء في كتابه في ظلال القرآن :
( وفي سبب نزول هذه الآية : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)
ترد روايتان يشترك في أحداثهما علي وعبد الرحمن بن عوف من المهاجرين وسعد بن معاذ من الأنصار ) . إنتهى نص محمد قطب .!
والذي يتابع سيرة قطب يجد أنه تأثر بأفكار إبن حزم و إبن تيمية .!
و لنقف على ليالي منظِّر الإخوان محمد قطب - الذي تأثر بفكره فرحان العراقي و أتباعه-
محمد قطب في أمريكا و هو يتحدث عن ذلك يحكي في مقال له بمجلة الرسالة عام 1951 تحت عنوان «ليلة حمراء» قال فيه:
( كانت ليلة في إحدى الكنائس ببلدة جريلي بولاية كولورادو، فقد كنت عضواً في ناديها كما كنت عضواً في عدة نوادٍ كنسية في كل جهة عشت فيها، وبعد أن إنتهت الخدمة الدينية في الكنيسة، و إشترك في الترتيل فتية وفتيات من الأعضاء، وأدى الآخرون الصلاة، دلفنا من باب جانبي الي ساحات الرقص الملاصقة لقاعة الصلاة يصل بينهما باب، وصعد «الاب» الى مكتبه، وأخذ كل فتى بيد فتاة. وكانت ساحة الرقص مضاءة بالأنوار الحمراء والصفراء والزرقاء، وبقليل من المصابيح سالت الساحة بالأقدام والسيقان القاتنة و إلتقت الأذرع بالخصور و إلتقت الشفاه والصدور ) .
ثم تفاجأ في تفسيره لآيات القرآن التي فيها قصص الأنبياء ( ع ) في تفسير يخدش الحياء ومن هذه النماذج :
( ففي قصة داوود إشارة إلى فتنته بامرأة مع كثرة نسائه )
و يستعرض قصص باقي
الأنبياء ( ع ) و يتعرض لعفاف سيدتنا مريم ( ع ) بما لا يمكن طرحه !
و للوقوف على المزيد من أفكار محمد قطب المنحطّة تابع الرابط أدناه :
www.albawabhnews.com/205160
و عند قراءة أفكار محمد قطب و أفكار الدعاة الذين نهلوا من علم قطب و تشابهم معه في التجاوز بما لا يليق بمقام الأنبياء ( ع ) و عصمتهم ينتفي العجب .
إذ أن من يتجاوز على أقدس مقدسات الأديان السماوية يهون عليه أن يتمادى في غيـّه و يطعن بشرف سلالة الرسول ( ص) ، و يطال لسانه ممن إختلف معه في الفكر أو الرأي ، ثم ينسج له من بنات أفكارِه ما لا يرتضيه أبناء الشوارع في مجالس لهوهم و مجونهم .
) لأن الطبع غلب التطبّع ) .! و لكن هذه الأفكار ليست وليدة اليوم و الخلاف بينكم و بين شركاء العملية السّياسيّة ! بل هي وليدة تراكمات عرفتها و وقفتُ على الكثير منها منذ الستينيات .! حيث لا حرمة لمرجع أو رجل دين ناهيك عن بقية الناس و عامتهم .! (ففي العين قذى و في الحلق شجا )
فقد رميتم الإمام السيد محسن الحكيم و من بعده الإمام الخوئي و وكلائهما .!
مرةّ بدعوى الفساد الأخلاقي و الإنحراف !
و مرةّ بالعمالة مع شاه إيران ، !
و مرةّ بإنتمائهم لحزب البعث ،!
الذي تتفق آراءكم و أرائه في الانحراف .
و هذه الآراء تتفق مع نظرية البعث و مقررات مؤتمراتهم و منها القرار الذي إتخذته القيادتان القومية والقطرية في 4 / نيسان / 69
والذي ينص :
بـ(ضرورة القضاء على الرجعية الدينية بإعتبارها العقبة الكبرى في طريق مسيرة الحزب )
و تجد هذا النص في مذكرات المقبور حردان التكريتي . وهو يعترف بأن زعيمه المقبور أحمد حسن البكر كان ناصبياً و هذا نص كلامه :
( فقد كان يعتقد مثلاً أن الخوارج كانوا يمثلون الروح الثورية العربية وكان يقول : لو كنت في عصر علي إبن أبي طالب لما وسعني إلا ّ الإنخراط في صفوف الخوارج . والواقع , فان الرئيس متأثر جداً بشخصية معاوية بن أبي سفيان , ولذلك فانه يحمل حقداً أسوداً لعلي بن أبي طالب ،
وليس إهماله لمدينة النجف إلا ّنتيجة هذا الحقد ).!
كما تراه يضيف نصاً آخر عن موقف البكر من الإمام الحسين ( ع ) :
( ويجدر بالذكر أن الرئيس رفض تلك الليلة أن يقوم بزيارة سيدنا الحسين رغم إصراري عليه مؤكداً بالحرف الواحد : أنا لا أعتقد بالحسين فهو كان يستحق القتل بسبب تمردّه على حكومة يزيد . وعندما قلت له - :
ولكن العباس كان مع الحسين في كربلاء وقد قتل معه. وربما في سبيله ؟
قال -: هذا صحيح ولكني أعتقد أن الحسين غرّر بأخيه العباس .. فقد جلبه معه على أساس أن يصبح ولياً للعهد ) .!
فإذا كان البعث يرى أن العقبة الكؤود في طريقه هي المرجعية و يصفها بالرجعية الدينية!
فأنتم قد ورثتم ذلك عندما لم تعترفوا بالمرجعية و أنها من تقود الأمة.!
حتى أطلقتم على الإمام الشهيد الصدر ( قده (
----- إبن الدعوة العاق ----
وهذا نص مقتطع من رسالة آية الله السيد كاظم الحائري وبخط يده وهو أقرب تلميذ للشهيد الامام الصدر ( قده )
و كانت في 4 / محرم / 1409 هـ.. و هذه الرسالة ردّاً على رسالة قيادة إقليم أوربا لحزب الدعوة
و تجدون نص الرسالة و مصدرها كتاب :
( قرار الحذف .. دراسة لقرار حذف المجلس الفقهي على ضوء المتبنيات الفكرية لحزب الدعوة الاسلامية ) ص 39 .....
بل العكس في تنظيمكم و تنظيركم ( أن الأمة هي من تقود المرجع ) .
و من أراد المزيد من هذه الترهات و السفاسف و بعدهم عن الأخلاق و الدين و القيم .
فليقرأ ما كتبه منظرّهم
( عادل رؤوف في كتابه - محمد باقر الصدر بين دكتاتوريتين) فتجده لا يقيم وزناً للمراجع في النجف الأشرف . و خير دليل على كلامي هو موقف عادل رؤوف في المؤتمر الذي عقد لأول مّرة في طهران لتأبين الشهيد الصدر*قده* في طهران . وكانت هناك كلمة لآية الله العظمى السيد الخامنئي * مد ظله * .
وخلال كلمته- عادل رؤوف - أساء للمرجعية !
مما دعى أكثر من أربعين شخصية برفع برقية إستنكارـــ على هذه الكلمة ــ لسماحة آية الله السيد الخامنئي * مد ظله *. وكان من ضمن الحضور آية الله السيد محمود الهاشمي ، وآية الله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ، وآية الله السيد كاظم الحائري ! وقتها تبرأت اللجنة المنظمة للحفل من كلمة عادل رؤوف ، وأنه يمثل نفسه !.
و ختاماً أضع بين يدي قارئي الكريم مقطع من رواية للإمام الصادق ( ع ) : ( ومن إستّخف بمؤمن فبنا إستخف، وضيّع حرمة الله عز وجل ) .
فالويل لمن كان مصداقاً لهذه الرواية .!
و تبّـاً لمن كان مصداقاً لإستخفافه بأهل بيت النبوة ( ع ) ...!
https://telegram.me/buratha