ليس من السهل أن يغير الإنسان أصوله وجذوره , ولكن الظروف الموضوعية تجعله مضطرا لذلك التغيير, وربما وجود قوى تعمل لمصالح ذات أهداف بعيدة المدى للتغريب , لأنه لا يعقل أبدا أن تقوم حكومة بجلب مئات الآلاف من المواطنين إلى بلادهم في وقت كانوا يحاربونهم ويتآمرون عليهم قبل فترة وجيزة , دون أن تكون هناك مصلحة آنية أو مستقبلية من الأمر ..
وعادة تكون حالات الهجرة والتغريب في وقت ضعف الحكومات الوطنية , ناهيك إذا كانت الحكومة هي سبب الهجرة وجميع القادة لا يهمهم ما يجري لشعبهم .. وأول حالة للهجرة والتغريب جرت في بلدان العرب عندما ضعفت الأمة في نهايات الحكم العثماني، وبدأ الغرب يتقوّى، وأموالهم يبنون بها دولا ومدن حديثة , وأموالنا تسرق من حكامنا وتهدم مدننا ..!
هذه الحالات تجعل المواطن في حالة بؤس , يصبح في حالة لا يرى ضوءً في نفق الحياة المظلم في بلده , فتصلح في ذهنه نمط الحياة الغربية , ويفضل ما كان يحرص عليه بكل شرف مقابل الحالة الجديدة .. بل يفضلها على ثوابته وأعرافه , هنا يكون الرجل بلا اختيار ولا موقف , يكون مستسلما بكل كيانه لأعراف الغرب ,لا يأسف على ما سيفقده , بسبب موقفه الغير مدروس , وسبب حبه للحياة المرفهة هناك كما يتصورها حتى لو فقد بسببها الثوابت الاجتماعية والوطنية والأخلاقية التي يكون مستعدا للتنازل عنها ...
اغلب شبابنا المهاجرين اليوم بلا هدف ولا تخطيط , بل هي استجابة لنمط من العقل الجمعي ومسايرة بريق النمط الغربي , وحب المجازفة , ولكن مع الأسف مجازفة بالمستقبل الجديد المبهم , والمجازفة بمستقبل لا يرى لنفسه في ضل دولة غريبة عنه بكل القياسات , ربما سيكون مكتفيا بتقليد الغرب بطريقة عيشهم ولبس الثياب والأكل والشرب والتعامل , ليس أكثر من هذا , مقابل الكثير الذي سيفقده ولا يمكن أصلاح مستقبله خلال الهجرة كما أراها ..أذن ما العمل ..؟ لا توجد فرص عمل ولا مستقبل في بلادي ولا وجود بارقة أمل في رجل وطني ينقذ وطني في المرحلة الآنية ..؟
الجواب على هذه الأسئلة وغيرها أقول :.. المؤامرة كبيرة , والمرحلة الثانية للحرب بدأ تنفيذها من خلال أفراغ البلد من الشباب , وأقولها كما أراها , (سينتهي قريبا وطن اسمه العراق) .. وأنت يا مهاجر سبب ضياع هذا الوطن , فالواجب عليك ان تبقى وتبقى ... وتبقى ,وتقاوم وتتظاهر وتتكلم وتعمل ضمن وحدة الشعب لإزاحة الفاسدين والطرق بيد من حديد على الفساد والانتهازيين , والدفاع عن تراب مهدد بالضياع اسمه عراق ..
https://telegram.me/buratha