الصحافة والاعلام بانواعها المرئي والمسموع والمقروء وجدت للتوعية ونقل الحدث وتثقيف الانسان بكافة المجالات ، وبما ان العراق يعيش اضطراب سياسي وامني منذ عام 2003 الاضطراب فتح باب الفساد المالي والاداري على مصراعيه وهذا انعكس على حياة المواطن ، وأحد انواع الفساد كثرة الوسائل الاعلامية البعيدة عن المصداقية لعدم وجود الرقيب والمحاسب ، منها تسمي الارهاب مقاومة وتلمع صورة الفاشل وتحارب الناجح ، ومنها تحاول تشويه الفكر الاخر لترويج فكرها ، وهذه الوسائل الاعلامية بكافة انواعها اما تنفذ اجندات خارجية ومدعومة من دول واما تابعة لهذا الحزب او ذاك ، فتجدها تعمل بالضد ، تحارب الناجح وتحاول تشويهه باي صورة لانه لا يتماشى مع توجهات هذه الفضائية او الصحيفة او المذياع ، واكثرها بعد عن المصداقية هي التي تتباكى على النظام الصدامي وأبرزها قناة الشرقية التي تعتبر قناة الجزيرة الثانية المعروفة بعدائها للعراقيين ،
هذه الفضائيات بكل اسف تسمى عراقية وتعمل على افشال العملية السياسية وتجهيل المواطن وتدفع به نحو الهاوية ، وعند متابعتي لاحدى الفضائيات التي تحشد الناس وتدفعهم للتظاهر عندما تلتقي بأحد المواطنين ويقول لا نريد هذا الدستور ونريد شخص مدني يحكم ما نريد أسلامي !!! لم يجيبونه بأن الدستور مدني ولا يمنع المدني من استلام السلطة والانتخابات لا تمنع المدني او البوذي او الاسلامي او المسيحي ، من يفوز باكثر الاصوات يستلم السلطة ، لم يوضحوا له بل يتركونه على رأيه الخاطئ يؤيدونه ايضا ، كما ان هذه الوسائل الفاشلة تنقل اخبار كاذبة وتفبرك صور ومنها تقتبس من صفحات الفيس بوك المليئة بالاكاذيب والفبركة وتنقلها للمشاهد ، وهذه خيانة للحقيقة والمصداقية والمهنية .
وقد وصلت الخسة بهذه الفضائيات التعتيم على الشخصيات المعروفة بنزاهتها ومواقفها لدرجة عدم بث خبر تنازل احد الوزراء عن رواتبه ومخصصاته وحتى اجور الايفادات خارج البلاد تنازل عنها لدعم شهداء وجرحى الحشد الشعبي ، وهذا خبر نادر وفريد ومفرح وجاء في فترة يعاني العراق من ازمة وهي قلة المسؤول الناجح والنزيه ، فلماذا لم تتطرق الوسائل الاعلامية لهذا الخبر ؟؟؟ وللأسف حتى الكتاب الذين يعول عليهم في توضيح الأمور للمواطن لم يقوموا بواجبهم ، لاسباب اهمها تبعيتهم وعدم استقلاليتهم ، فتجدهم يحرفون الحقائق ويتحججون بحجج واهية عندما يجدون خبر لا يتماشى مع مصالح ولي نعمتهم واقصد من يغدق عليهم الاموال ، او تجده من جهة تنتهج فكر يختلف عن فكر هذا الناجح او ذاك ، ويحاولون بكل صورة تشويه المخالف لهم في الفكر او الرأي ، ولا ننكر ان هناك كتاب بمعنى الكلمة يحللون الامور ويوضحونها للقارئ لكنهم قلة قياسا بالكم بالهائل من الكتاب المنتفعين والكاذبين وعديمي الضمائر ، وللأسف عندما تجد هناك جهة سياسية لها مواقف وطنية تبرزها او تشيد بها ، تجد الاتهام بالتبعية والمنفعة لانهم لا يعرفون معنى الاستقلالية ، لانهم عبيد ومأجورون فيظنون الاخرين على شاكلتهم .
ان سبب دمار البلد ووصول السراق وانتشار الفساد تتحمله بالدرجة الاولى الوسائل الاعلامية والتي تسمى سلطة رابعة زورا وبهتانا ، لانها تتلاعب بالحقائق وتؤثر على رأي المواطن الذي يبقى في حيرة خاصة ايام الانتخابات مما يجعله يختار الفاشل والسارق ، للعلم ان هناك وسائل اعلامية ناجحة تقوم بواجبها بالشكل المطلوب ، وتؤشر على خلل هنا او فشل هناك وتبرز النجاح لاي شخص او مؤسسة بغض النظر عن الانتماء ، فهي تنقل الحقيقة كما هي لكنها قليلة قياسا بالكم الهائل من الوسائل التي تبث الاكاذيب وتعتم على الحقائق وتحرفها ، فيجب ان تكون هناك عملية اصلاح للسلطة الرابعة وذلك بالمراقبة الفعالة وانشاء محكمة خاصة بدل محمكة النشر التي لا تحاسب الا بعد تقديم شكوى وهناك من يترفع عن تقديم شكوى وهذا يعني استمرار فشل الوسائل الاعلامية ، وهذا يحتم وجود محكمة خاصة تراقب البث والنشر وتحاسب وتعاقب الوسائل الاعلامية الغير منضبطة لانها سبب دمار البلد وتعتبر وجه ثاني للارهاب .
https://telegram.me/buratha