يقول أحد الفلاسفة, كلما صغر العقل زاد الغرور, ويقول ايضاً الغرور يؤدي الى الهلاك, الكاتبة الفرنسية جورج صائد لها رأي ايضاً, تقول؛ الغرور هي الرمال المتحركة التي يغرق بها المنطق, لذلك يجمع أصحاب الرأي أن الغرور هو أكبر الفجائع ونتائجها تؤدي الى الكوراث.
هناك كثير من الشواهد التي أدت بسب الغرور الى كوراث, القائد الألماني هتلر والذي أدى غروره السياسي الى هلاك ملايين من البشر وتدمير دول بأكملها.
جهز هتلر جيوشاً جرارة لاتقهر وقام ببناء دولة عظيمة, قل نظيرها في تلك الحقبة من التاريخ, فأصبهُ الغرور حتى أنه من شدة غروره يقوم بقتل كل من يشور عليه بعكس مايريد, ويتهمه بالخيانة, هتلر من السياسين الأذكياء, الا أن غروره قد أعمى بصيرته, لذلك أصبح من أشد الأغبياء, بسب غزوه لعدة دول في نفس الوقت وبالتالي تم القضاء عليه, ولو أنه أخذ بنصائح مستشاريه, وقام بغزو كل دولة على حدة لما سلمت منه دولة, الا أن الغرور يؤدي الى الهلاك.
وتاريخ العراق مليء بالشواهد وما صدام ببعيد عنا, نقطة النظام التي تسجل على رئيس الوزراء العبادي, بعد موجة المظاهرات الأخيرة, ومطالبة الجماهير بالأصلاحات وتقديم الخدمات ومحاكمة المفسدين, والدفع المعنوي الذي تحصل عليه من قبل المرجعية العليا, ومطالبته بأجراء أصلاحات حقيقية, والضرب بيد من حديد على رؤس الفساد, جعلت الغرور يتسلل الى نفسه, ويتكلم بلغة التعالي مع من اوصله الى سدة الحكم, وانه بهذا التخويل الذي لديه, قادر لوحده على مكافحة الفساد وأجراء الأصلاحات.
نحن مع القوة في كشف المفسدين ومحاكتهم, وترشيق الوزارات والضرب بيد من حديد لكل من تسبب بهدر المال العام, واوغل في دماء العراقيين, ولكن يادولة الرئيس ( ما خاب من أستشار), ولا تتحدث مع شركاء الجهاد والوطن بلغة المنتصر, وكأنهم خسروا حرباً ضدك, فلاتنسى أن هناك برلمان بأستطاعته سحب الثقة عنك, ولديهم المبررات والححج, وهي عدم قدرتك على أجراء الأصلاحات المطلوبة.
النَفس الذي تعمل به اليوم عمل به سلفك السابق, وأنت كنت شاهد على ما جرى ويجري في البلاد بسب الغرور, الذي أصابهُ وتهميشه لشركاء العملية السياسية, من أبناء جلدته او أبناء الوطن الواحد, فلا ينزغن الشيطان في صدرك, ويصبك الغرور,فأنه أكبر الفجائع.
https://telegram.me/buratha