المقالات

هل البقر تشابه علينا إلى هذه الدرجة؟

1561 22:06:28 2015-08-30

لم يمر العراق, بظروف كالتي نمر بها هذه الأيام, من فورة شعبية ومطالبة بالحقوق.. لكن وكعادتنا نسينا معها, أن نعقد العزم على أن قوم بتنفيذ واجباتنا. يندر أن تجد عراقيا عندما يتحدث عن ما أل إليه حال العراق, إلا ويستشهد بتطور اليابان ورقي شعبها, أو ما حصل من دمار لألمانيا, وكيف أنهما عادتا وأصبحتا من أعظم الدول, من حيث العمران أو النظام أو التقدم, ولا ننسى نيل الحقوق والرفاهية.

كل من يتحدث عن تجربة هذين الشعبين, يتحدث بتعجب وحسرة, لكنه هو نفسه ينسى أن يتحدث, أو يفهم ويستوعب, ما قدمته تلك الشعوب من تضحية وصبر على المعاناة, لسنين ليست قصيرة, وإستعداد ذاتي لساعات عمل أكثر من المعتاد, أو إلغاء عطل ثابتة, أو القبول بأجر أقل من الاستحقاق, بل ويصل أحيانا إلى حد أن يكفي للأكل والشرب فقط!

تقدم الدول, لا يحصل بين ليلة وضحاها, وإن حصل فلا يكون هدية من أحد, أو تقوم به دولة أو شعب, هدية لدولة أخرى ولشعبها, بل يحصل نتيجة لرغبة هذا الشعب الحقيقية للتقدم.. رغبة مشفوعة بعمل حقيقي, ومثابرة وصبر على ظروف صعبة, وربما تكون قاسية. سننجح يوما.. لكن عندما تحقق إشتراطات واقعية, أولها حصول اتفاق على حاجتنا للنهوض, وإتفاقنا على أن لابديل لإتفاقنا.. لكن هل سنتفق؟!

ليس بالضرورة أن يكون إتفاقنا ذوبانا في بعضنا, أو إلغاء للأخر, بل يمكن أن نتخلف بالرؤى, ومن الصحيح والصحي, أن نختلف بالرؤى, لكن يجب أن نتفق على الأهداف, على الأقل الإستراتيجية والوطنية منها.

لازلنا نحبوا في طريق الديمقراطية, ولازال ساستنا هواة, في طريق بناء الدول, ولازالت المشاريع المطروحة, بحاجة للإنضاج أكثر, فأحسنها هو كلام وردي, يصعب تطبيقه, وأكثرها تشاؤما, يدفعنا للموت يأسا.. وسنحتاج للوقت, وهو ما لا نملكه, لا بالمعنى الحقيقي للفقدان, وإنما لان ثمنه دماء وأرواح, وثروات أهدرت.. وستهدر.

عندما ترشدنا المرجعية, إلى الإختيار الأفضل, أو تحدد لنا مواصفات الإختيار الأفضل, فهي ترينا الطريق وتحاول إختصاره علينا, دون أن تفرض علينا وصاية, أو تسلبنا حق الإختيار.. لكن إن أسانا الإختيار, فعلينا أن نتحمل النتائج.

رب ساذج يطلب أن تسمي المرجعية الأمور بمسمياتها, وتحدد على وجه التخصيص , من يجب أختياره.. فما فائدة عملية الإختيار أذن, وهل لازلنا كشعب قصّرا, لنحتاج للمرجعية أن تسمي لنا, وهل أن البقرة تشابه علينا إلى هذه الدرجة؟!

هل فعلا نحن لا نستطيع أن نحسن الإختيار؟ أم نريد أن لا نتحمل مسؤولية الاختيار؟

فكيف سنستطيع بناء وطن؟ وهل يحق لنا أن نطالب بإقتداء نموذج اليابان أو ألمانيا؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك