المقالات

مقترح لإنقاذ العراق والدعوة

1893 19:09:52 2015-08-21

يقف العراق اليوم على مفترق طريقين: أحدهما يؤدي الى التخلص من الطبقة السياسية الفاسدة، بينما يؤدي الآخر الى مخاطر الانهيار الكامل للدولة.

اما الدعوة فهي تقف على مفترق طريقين: اما استعادة سمعتها التي فقدتها بسبب ممارسات رموزها وقيادييها في السلطة، واما الانهيار الكامل لبقايا كيانها وبقايا سمعتها.

اذا وقفت الدعوة موقف المتفرج (كما تفعل لحد الآن) فسينتهي الامر بها – في افضل الاحوال- الى سقوطها النهائي.

اما اذا اتخذت خطوة رائدة لانقاذ العراق (وهي قادرة، كما سنرى بعد قليل) فسوف تكون هذه الخطوة بالضرورة سبباً لانقاذ الدعوة أيضاً واستعادة سمعتها ومكانتها في قلوب الناس.

إن الدعوة قادرةٌ على تقديم مبادرة لانقاذ العراق من خلال قرارات حاسمة في مكافحة الفساد تبدأ الدعوة نفسها في تطبيقها على فاسديها (الفاسدين المرتبطين بها او المحسوبين عليها).

اذا اقدمت الدعوة على فضح ومحاسبة فاسديها فانها سوف تحقق الريادة في مكافحة الفساد عن طريق سبقها كل الكيانات السياسية الاخرى العاجزة عن اتخاذ خطوة مماثلة، الامر الذي يُسقط ورقة التوت عن تلك الكيانات التي لا يسعها الا أن تحذو حذو الدعوة فتكون تابعة للدعوة، او ترفض الاقتداء بالدعوة فتسقط نهائيا.

معالم المبادرة لانقاذ العراق والدعوة
• تمتلك الدعوة ارشيفا غنياً - وان لم يكن كاملاً- بملفات الفساد التي مارسها كل المسؤولين من سقوط النظام السابق حتى الان. ان وجود الدعوة وشخصياتها وحلفائها في العملية السياسية وفي البرلمان وفي الحكومة -من اعلى منصب الى ادنى وظيفة، ولمدة اثني عشر عاماً- وفّر لها هذا الارشيف. ونذكّر هنا بتصريحات الامين العام للدعوة (الاستاذ نوري المالكي) المتكررة بامتلاكه ملفات فساد يحتفظ بها للوقت المناسب.

• تعلن الدعوة – فوراً- انها ستقوم بكشف كل ملفات الفساد التي اطلع عليها المسؤولون المرتبطون بالدعوة سواء التي تتعلق بشخصيات الدعوة، او شخصيات غير الدعوة، من خزين الملفات الذي يحتفظ به المالكي و من خارجه.

• في نفس الوقت تشكل الدعوة محكمة حزبية علنية (تضمن علنيّتُها عدمَ التساهل في اجراءات المحاسبة ). تستدعي المحكمة الحزبية العلنية للتحقيق جميعَ البرلمانيين والمسؤولين الحكوميين المرتبطين بها (بدءاً من المالكي نفسه) لمحاسبتهم على ملفات الفساد المدّعاة بحقهم– في حال وجودها- او جرد اموالهم المنقولة وغير المنقولة، للتحقق من عدم اثرائهم غير المشروع خلال فترة توليهم مناصبهم.

• من يرفض المثول امام هذه المحكمة يصدر بحقه قرار فصل علني بسبب تمرّده على قرار حزبي ينقذ سمعة الدعوة.
اما من يحضر فيخضع للتحقيق العلني، فان ثبتت براءته سُمح له بالاحتفاظ بعضويته في الدعوة، وإن أدين تعلن الدعوة فصله وتنشر قرارها وحيثياته وتتعاون مع القضاء لملاحقته ومعاقبته.

• اما المسؤولون الاخرون (غير المحسوبين على الدعوة) فتقوم بكشف ملفاتهم – خصوصا تلك التي لازال الامين العام يحتفظ بها للوقت المناسب- وذلك باعتبار ان هذا هو الوقت المناسب لإبراء ذمته وذمة الدعوة ( وهو امينها العام) من تهمة التستر على الفساد وتفويت فرصة محاسبتهم على ما سرقوه من الشعب، ومساعدتهم على البقاء في مناصبهم ومواصلة فسادهم.

ايجابيات هذه الخطة

1- اهم ايجابيات هذه الخطة انتقال الدعوة من دائرة الاقوال الى دائرة الأفعال. فهذه الخطوة العملية تساوي الف بيان سياسي، و الف موعظة دينية، والف لائحة دفاع عن النفس، والف ادعاء بالنزاهة، والف افتخار بتاريخها الجهادي وشهدائها العظام.

لقد ترسَّخَ في الراي العام ان الدعوة ساهمت من خلال شخصياتها بالفساد بدون ادنى شك، فاذا لم تبادر الى محاسبة الفاسدين فيها فهذا يعني احد امرين: 
أ- اما انها تنكر أصلاً وجود فاسدين فيها، وهذا يعني اصراراً على الخطأ وجهلا بالحقائق وتجاهلا للواقع، وهو يسقط عنها ورقة التوت إن بقيت هكذا ورقة
ب- واما انها تعلم لكنها عاجزة عن محاسبة شخصياتها الفاسدة، بسبب نفوذهم او تاريخهم، وهذا يُسقطها دينيا و اخلاقيا، اضافة الى سقوطها سياسيا، فالحزب الذي لا يستطيع محاسبة اعضائه على فسادهم كيف يتصدى لقيادة دولة؟

2- ان هذه الخطوة تطهر الدعوة والدولة معاً من الفاسدين، وذلك لأن اهم خطوة في مكافحة الفساد هي كشف الملفات، وهو امر لا تستطيع الدولة ان تقوم به لانها منخورة بالفساد في كل مفاصلها، اما الدعوة فتستطيع – بهمة الاطهار من ابنائها- ان تقوم بذلك. وبهذا تقدم للشعب خدمة لا تستطيع الدولة ان تقدمها مباشرةً وبسرعة، مما يحسب لها (اي للدعوة) انجازاً تاريخيا يمسح عنها عار وشنار الفساد الذي مارسه او سكت عنه رجالها فترة طويلة.

سلبيات الخطة

اهم سلبياتها هو حاجتها الى شجاعة الدعاة الشرفاء الذين صبروا وسكتوا حفاظاً على سمعة الدعوة وتصوروا ان السكوت أوالإنكار– وليس الاعتراف والعلاج- هو الذي يحفظ سمعة الدعوة.

وهناك سلبية اخرى تتمثل في التفكير النمطي الذي اعتاد عليه بعض الدعاة خلال عقود طويلة فعجزوا عن الخروج عليه في المواقف المصيرية كموقف اليوم، فهؤلاء يتصورون ان الحل يجب ان يصدر من القيادة أو من خلال الاطر التنظيمية القائمة فعلا! ولما كانت القيادة الفعلية هي التي صممت الاطر القائمة بحيث لا يتمكن الدعاة النزيهون من محاسبتها، فانهم - والحالة هذه- يفكرون بالاصلاح بشرط عدم كسر هذه الاطر التي حمت ولا تزال تحمي الفاسدين!!

آلية التنفيذ

1- يبادر الدعاة الشرفاء لعقد مؤتمر طارئ - خارج الاطر التنظيمية التقليدية التي تسيطر عليها القيادة الحالية- يسمى مؤتمر الانقاذ. يستمد المؤتمر مشروعيته من ضرورة المبادرة الى انقاذ الدعوة والدولة، ومن الشعور بانهيارهما ان لم يبادر احد لهذه المهمة فيأثم الجميع بالقعود وترك الامر للقيادة الحالية والاطر الفعلية.

2- يشكّل مؤتمر الانقاذ هذا محكمةً حزبية علنية تستدعي - للمحاكمة - الحرسَ القديمَ الذي خان الله ورسوله وخان تاريخ الدعوة ومسيرتها واهدافها وحوَّلها الى سلّم لمطامعهم الدنيوية فتظهّر الدعوة والدولة منهم.

بدون هذا المؤتمر الطارئ والمحكمة الحزبية العلنية لا يمكن ان يتم اي اصلاح، مما يعني ان الدعوة ستدفن نفسها بعد ان ترجمها الجماهير ويصبح الانتماء اليها سبّة على المنتمي.

التكييف القانوني:

هناك مسألة فنية قد يتصورها البعض مانعاً من التنفيذ، وهي: بأي مبرر قانوني تقوم الدعوة بمحاكمة الناس سواء كانوا اعضاءها ام غيرهم؟

والجواب على هذا السؤال يتكوّن من فرعين:

1- ان المحكمة الحزبية شأن داخلي ولا تشكل محاكمة الحزب لأعضائه اية مخالفة للقانون مادامت قراراتها تنحصر بالإدانة والفصل دون السجن.

2- اما فيما يتعلق بمحاسبة غير الدعاة على تهمة الفساد فهي هنا محكمة شعبية معنوية على غرار محاكم سياسية اخرى تشكلت في دول مختلفة لمحاكمة سياسيين فاسدين وتستمد مشروعيتها من الحق العام الذي اعتدى عليه المسؤولون الفاسدون ما دامت ملفات فسادهم معروفة مشهورة، ومادامت المحاكمة تجري في خضم الغضب الجماهيري المتصاعد ضد الفساد و الفاسدين، وما دامت لا تسجن ولا تعاقب احدا عقابا ماديا. وفي كل الاحوال يمكن حل هذه الاشكالات بمشورة قانونية تخصصية.

الخاتمة

هذه الخطة قد تنقذ اخر ما تبقى من الدعوة وربما تعيد لها رصيدها الذي فقدته اذا تم تنفيذها، اما اذا مضينا في الاخذ والرد وقطّعنا الوقت بالنقاشات التقليدية التي لم تصلح شيئا في الاوقات العادية فضلا عن اوقات الازمات فعلينا ان ننبش قبر الدعوة لدفنها- ان حصلنا على فرصة دفن- لأن غضبة الجماهير ستحرق كل من آوى فاسدا، ويومئذٍ لا ينفع الندم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
طه العراقي
2015-08-24
احسنت النشر ولكن لااظن ان ذلك سيكو
نشوان الإبراهيم
2015-08-23
إذا كان حزب الدعوة جاداً بهكذا تجرية ولايستثني أجداً كائن من يكون بدأً من رأس الهرم التنظيمي إلى أصغر كادر فيه وإعلان النتائج للملأ والجدية في محاسبة المتهمين والمقصرين آنذاك سيستعيد الحزب مكانته ودوره الريادي في قيادة المسيرة لهذا البلد المنكوب ،،
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك