لا أعلم كيف تكون عبادة من هو دون الباري, ما أشاهده يحصل في بلدي من عبادة وتقديس فاق حدود وتعريفات الإحترام, يجعلني أجد الكثير من الأعذار والمبررات لعبدة العجل من قوم موسى عليه السلام؛ فبعد أن فاقت جرائم ومفاسد السيد رئيس الوزراء السابق , كل الحدود والأوصاف, وبلغت حدا وضحت فيه ممارساته وقراراته, وفساده وفساد كل المحيطين به, لكل شخص في العراق , صغيرا أو كبيرا- طبعا ما عدا من عبده وقدسه دون الخالق- نجد هناك من يدافع عنه وبكل وقاحة, مستهينا بدماء الشهداء, ودموع الثكالى.
تفنن محبيه وعشاقه في وصفه ومدحه, وايجاد سبل الدفاع والتبرير عنه وله, ومحاولة تكفير كل من يحاول أن يقترب منه بالنقد أو الإصلاح أو التغيير, فهو الشعبُ , والشعبُ هو! ومن يحاول أن يقول أن في رأسه صلعه, أو في فعله خطلة, فإنه سوف يهاجم بكل أنواع الهجوم والتسقيط, المتعرية عن لباس الأخلاق والأصول.
عامر الخزاعي, أحد أذناب المالكي, مثال للمسئول العراقي الذي صعد سنم المنصب, ووصل الى ما وصل اليه على حين غفلة من الزمن, متبجحا بطريق الانتخاب او الاختيار, معتقدا انها وحدها كافية لأن يكون هو المسؤول المؤهل لأدارة منصب خطير له اول وليس له اخر, مع أنه لم يكن من الذين حازوا على أدنى قدر من المعرفة بأصول العمل السياسي قبل تسنمه لمناصبه العديدة, أي بعد 2003؛ يمثل مصداقا حقيقيا واقعيا لما ذكرناه عن عبدة العجل!
الكثير من الناس المتدينيين من أهل الإيمان, ينتقدون أصحاب الدعوات العلمانية والمدنية, أو الشيوعيين اللادينيين, بأنهم يمثلون فئة من الناس التي تستهزء بالدين ورموزه وأهله, من أنبياء وأئمة, ورجال دين ومراجع دين؛ إلا أن ما قام به الخزاعي قد فاق كل هؤلاء, فهو يصرح وبلسان يفتقر للنظافة بأنه : إذا ثبت بأن هناك تقصير من النبي ص في معركة أحد بسبب خيانة الرماة .. يثبت تقصير على المالكي بسقوط الموصل!!؟؟
عجيب أمر هذا الرجل, يساوي بين رسول الإنسانية ص, وبين ولي نعمته الفاسد المالكي, بل أنه فضل المالكي على النبي ص, وجعل النبي كحالة قياس لتبرير فشل صاحبه!
عجيب أمرك يا عراق, كنت ولا زلت منبعا لأهل الدين والإيمان, وفي نفس الوقت منبعا لأهل النفاق والغي والضلال!
وتستمر المعركة!ّ
https://telegram.me/buratha