المقالات

‏ المالكي..المحاكمة أو السقوط!‏

1731 22:48:47 2015-08-12

‏"هل سيعتذر المالكي لحزب الدعوة؟"..سنتان ونصف مضت على مقال كتبناه بهذا العنوان, كان بمثابة الإستشراف لمصير ‏الرجل المتحكّم بالحزب والكتلة, والساعي لبسط نفوه على الدولة بطريقة مشابهة تماماً للنظام البائد, فحتى الأصهار تمت ‏إعادة تدويرهم!.. 

لم يكن نائب رئيس الجمهورية المطاح به موقناً بحتمية النتائج, إذ بقي يلعب على الإختلافات وهموم الناس. إنّ المقدمات التي ‏صنعها المالكي لا يمكن أن تقود لغير النتيجة التي يعيشها العراق بكل أزماته الأمنية والسياسية والإقتصادية؛ لذا إنتهج السيد ‏المالكي طريق اللاعودة, حرصاً على ديمومة زخم الأزمة كوسيلة لبلوغ "حلم السلطة المزمنة".‏

إنّ الأدوات التي إستخدمها نائب رئيس الجمهورية المقال, من جنس لا يتوائم مع طبيعة النظام العراقي الجديد وقواه الفاعلة ‏وعلى رأسها المرجعية الدينية, ربما فقر التجربة أدى به إلى إستيراد تجارب من أزمان وأنظمة أخرى (كالنظام البعثي ‏الصدّامي). ظاهرة (المالكي) ليست بالظاهرة الجديدة في المجتمع السياسي العراقي إذا ما جردناها من الإختلاف في ظروف ‏وعوامل تكوين البيئة السياسية, سيما إنّ الرجل صعد إلى السلطة وقُدم (لم يتقدّم) إلى الطبقة الأولى, كمرشح تسوية, بعد أن ‏كان ينشط في هامش العملية السياسية أبان تأسيسها.‏

لا تشذ النتائج عن طبيعة المقدمات, وكحال معظم أصحاب النزعة التسلّطية في مأسسة حالة من اللاشعور الشعبي المتجه ‏نحو الهاوية. وقد وصلت الدولة إلى الهاوية فعلاً؛ إحتلال, إنسداد سياسي قاد إلى صورة قاتمة, نزيف في الثروات والدماء, ‏وغياب شبه تام في البنى التحتية لجميع مقومات الحياة الضرورية كالكهرباء والخدمات الأخرى بعد ثمان سنوات!.‏

تلك هي الكوارث, ولا حاجة للقول "إننا نتجه للكارثة", الأمر الذي دعى المرجعية الدينية وقوى سياسية وإجتماعية إلى ‏التدخل. المرجعية العليا تدخّلت بشكل مباشر لإبعاد (حاضنة الكوارث). المرة الأولى عندما وجهّت علنا بالتغيير أثناء الإنتخابات ‏البرلمانية العامة. والمرة الثانية عندما أمسكت زمام المبادرة للدفاع عن الوطن, والثالثة حينما وصفت السيد المالكي ‏ب"المتشبّث", والرابعة حين أجابت على رسالة حزب الدعوة بـ"ضرورة التغيير وإختيار رئيس وزراء جديد", والخامسة في ‏أزمة التظاهرات الشعبية المطالبة بالقضاء على أزمة الخدمات والفساد الذي هتك ستر الدولة.‏

لقد حاول نائب رئيس الجمهورية, إستغلال التظاهرات عبر زجّ بعض العناصر ودس بعض المطالب البعيدة عن أصل المشكلة ‏مثل (تغيير شكل النظام). ‏
الدولة تعيش أسوأ الظروف, وزعيم حزب رئيس الحكومة يتآمر على الحكومة..مفارقة تبدو مثيرة لفضول الباحثين في شؤون ‏أحزاب الشرق الأوسط. وبغض النظر عن محاولات تجيير الحراك الجماهيري لجهة بعينها, يبقى طابع ذلك الحراك جماهيرياً ‏مطالباً بكسر الجمود والتقدّم نحو المستقبل.‏
‏ إنّ دعم المرجعية والجماهير العراقية لحكومة السيد العبادي وحلفاؤه, أسقط ورقة خطيرة ومحاولة قد لا تكون الأخيرة, من ‏محاولات العودة إلى السلطة. ‏

قفز المالكي من سفينة مخرومة عندما تبرأ في الوقت الضائع من (تجيير التظاهرات), وبهذا القفز إعتذاراً تكتيكياً لحزبه. غير ‏أنّ الخلافات بينه وبين الحزب لم تعد تتمحّور حول موقع؛ إنما أخذت نمطية الإنسجام أو التقاطع مع متبنيات الأمة ومصالح ‏الناس. مضيّ العبادي بطريق الإصلاح, يفترض حتمية فتح جميع الملفات المساهمة في الفساد والفشل, وكلها تخضع ‏لمسؤولية الرجل الأول خلال ثمان سنوات..أمام المالكي أمرين لا ثالث لهما: المثول بشجاعة أمام القضاء وتحمّل مسؤولية ‏تلك الملفات, أو الخروج من الحزب وإجماع الأمة إلى الأبد.‏

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك