المقالات

التظاهر.. حق أم واجب ومسؤولية؟

1230 23:17:23 2015-08-05

تختلف نظم الديمقراطية في ألياتها, التي تتيح للمواطن, ممارسة وتحقيق رغبته للمشاركة في السلطة, وإدارة شؤون حياته, أو إيصال صوته, للمطالبة بحقوقه, أو ممارسة واجباته ومسؤولياته.

أهم تلك الأليات وجوهرها, عملية الإنتخابات, بغض النظر إن كانت تخص السلطة التشريعية أو التنفيذية, إضافة لأليات أخرى لا تقل أهمية, في تكاملية وفاعلية النظام السياسي الديمقراطي, كفصل السلطات, ورقابة الإعلام ودوره الناقد وغيرها. عندما تتوقف أو تفشل, كل تلك الأليات, في تحقيق ما يريده المواطنون, أو فئة منهم, عندها تظهر حراكات شعبية, تكون على شكل ندوات أو تجمعات جماهيرية, وقد تصل حد التظاهر.

تحصل تلك التظاهرات أحيانا عفويا, نتيجة لغضب الجماهير أو تفاعلها مع قضية أو مشكلة, وهي حالة صحية وطبيعية, وفي حالات أخرى, تحصل نتيجة لنزول جمهور حزب سياسي أو تيار, إلى الشارع, لتحقيق مطالب فئوية تخص جمهور هذا الحزب, أو مطالب حزبية أو سياسية, أو لإسقاط الحكومة طلبا للسلطة, وهذا أمر متعارف عليه ومقبول, ضمن النظم السياسية.. وأحيانا تختلط الأسباب مع بعضها.

خلال الأيام الماضية, حصلت تظاهرات غاضبة في العراق, خرج بعضها عن الحدود المقبولة للإحتجاج, فيما نجح بعضها أن يكون حضاريا بشكل مقبول.. ومن الجدير بالإنتباه والملاحظة, أن هذ الموسم من كل سنة, غالبا ما يشهد حراكا في الشارع, متأثرا غالبا بالمناخ المتطرف خلالها, وأثره على تغير مزاج المواطن البسيط, ووصوله حد الإحتقان, ويرافق ذلك دوما بروز وتعاظم مشاكل نقص الخدمات, وفي مقدمتها توفير الطاقة الكهربائية, وإستغلال ذلك من الجهات السياسية, لمهاجمة بعضها البعض خصوما كانوا أو حلفاء, بهدف تسقيطهم سياسيا وإعلاميا.

من الواقعية القول, أننا كمجتمع لازلنا نحتاج لوقت وممارسة, لنصل إلى حد مقبول من الوعي السياسي والإجتماعي, ونميز حدود واجباتنا ومسؤولياتنا عن حقوقنا.. لكن هذا لا يغير حقيقة أن التظاهر حالة صحية.. إن نجحنا في منع استغلالها من المندسين المخربين, أو ممن يريد تسييسها لأغراض بعيدة عن مصلحة المواطن والوطن.

يتصور كثير من المواطنين البسطاء وساسة الصدفة, أن التظاهر حق كفله دستورنا, والصحيح أن التظاهر مسؤولية وواجب.. على كل مواطن, أن توفرت موجبات حقيقية لها.. فهل أكتملت موجبات تظاهراتنا؟

حصل إجماع نادر, من الجمهور ومن القوى السياسية المهمة, أن هناك قصور وتقصيرا, في تحقيق متطلبات المواطن وإحتياجاته الضرورية, وأن تلك التظاهرات كانت جرس إنذار, كما وصفها رأس الحكومة.. لكن هل هذا ينفي أن هناك من حاول دس السم بالعسل؟ وحاول خلط الأوراق؟ وهاجم المرجعية وحاول تسقيط خصومه السياسيين, لأغراض شخصية وإنتقامية؟

يجب أن نفهم جميعا, أن التظاهر مسؤولية واعية.. وأن هناك من يحاول التلاعب بنا, فيجيرها لحسابه لأغراض فاسدة, فهل سننجح في جعل تظاهراتنا لمصلحتنا نحن.. ونحن فقط؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك