فلم سينمائي عرض قبل عقدين من ألزمن, يتحدث عن محامي شاب انضم للعمل في شركة محاماة لشيطان, متجسد بجسد إنسان, كان محور الفلم يتكلم عن كيفية استقطاب الشيطان لهذا المحامي، وجعله اليد التي تنفذ كل مخططاته، والدفاع عنه وعن اعماله غير القانونية, من ثم حين يخرج الامر عن السيطرة، تسقط كل التهم والتجاوزات على عاتق المحامي الشاب، ليدخل السجن ويبحث الشيطان عن ضحية جديدة.
هنا في الواقع وللأسف، في كل منحنيات ومفاصل الدولة، يوجد هذا الشيطان, ويوجد العشرات من هذا الشاب, حيث اصبح المسؤول، يمارس شتى انواع التجاوزات , وان حمى عليه الوطيس، زج بأحد من صبيانه ليتحمل المسؤولية عنه او يغلق الملف, لارتباط اكثر من مسؤول، لأكثر من حزب, وبالتالي لا يصوت عليه افراد احزاب المتورطين في البرلمان، ليغلق الموضوع تحت ظروف غامضة.
الكثير من الوزراء في العراق، و المسؤولين و اعضاء البرلمان، كان جزء من لجنة لإبرام صفقات, والكثير منهم تورط في قضايا فساد اداري، خصوصا في مواضيع ابرام العقود او صياغتها, لكن لم يحاسب اي شخص مهم، دائما هناك من يتحمل المسؤولية عنهم, او من يسقط التهم عنهم، بمقابل اسقاط التهم عنه بقضية اخرى.
لو اردنا ذكر اسماء، وطرح المشاكل، وسن قانون يحاسب الأحزاب، ورؤساء الكتل السياسية، على مثل هذه الجرائم، لتغيرت الوجوه السياسيه وبشكل كامل, اي انك اليوم، تشاهد وجوه وأحزاب غير التي هي على الساحة.
لو ان قضية وزير الدفاع، (الشعلان) في زمن اياد علاوي، الذي ابرام عقود السلاح التالف مع جمهورية كرواتية, وشراء الطائرات العسكرية القديمه، والتي كانت "خردة", ومن ثم هرب، كان المفروض الاقتصاص من اياد علاوي، رئيس الوزراء في ذلك الوقت، وكان ايضا امين الحزب الذي ينتمي اليه النقيب.
حادثة اخرى لوزير التجارة بزمن المالكي، الدورة الاولى (عبد الفلاح السوداني), الذي سرق اربع مليار دولار وهرب الى لندن , لم يحاسب رئيس الوزراء، ولم يحاسب ايضا كونه امين عام الحزب، الذي رشح السوداني لهذا المنصب.
لو كان هناك قانون يحمي الثروات، والأموال الوطنية، ويحاسب المسؤول والرئيس والوزير، عن عمله وعن اختياره لمن يقلدهم المسؤولية، معه لما حدث ذلك، وما رأيت اليوم في البرلمان، وفي رئاسة الجمهورية، لا اياد علاوي ولا نوري المالكي , وغيرهم من المتورطين بقضايا فساد، وهم اليوم يعيشون في قلب السلطة، ومركز اخذ القرار.
المشكله في القانون الذي حمى الشيطان، على مد السنوات الماضية، يجب ان تشن حملة كبرى للدفاع عن الوطن، من مكر الشيطان وأتباعه، ودفع الحكومة لاتخاذ قرارات لمحاسبة المقصرين, وتطبيق القانون على جميع فئات الشعب وعلى كبار وصغار الموظفين والمسؤلين.
https://telegram.me/buratha