حينما استعرض الاحداث المتسارعة التي مرت على العراق اشعر ان الراي العام ينظر بعين واحدة وانه مصداقا للمثل الشعبي الشهير " حب واحجي واكره واحجي" ، حاولت حل اللغز في ايجاد حل لمتناقضات وقع فيها الراي العام في الاسابيع القليلة الماضية لكني لم اجد اي انصاف في التشخيص ، فاتساءل لماذا مثلا يوجه اللوم والاتهام الى محافظ البصرة الدكتور ماجد النصراوي في قضية الشهيد المظلوم منتظر رحمه الله الذي سقط صريعا في التظاهرات التي طالبت بالكهرباء مع العلم ان الملف الامني هو من اختصاص المركز وليس المحافظ حتى ان الاوساط " الفيسبوكية" حولت الموضوع الى استهداف مبيت من قبل "مليشيات المحافظ" في محاولة لتاجيج الراي العام ،
بينما اغلق الراي العام عينيه على حادثة سقوط ثلاثة جرحى في تظاهرات النجف الاشرف العادلة - وكلها عادلة مادامت تطالب بالحقوق من دون المس بالممتلكات او الامن - التي خرجت بالامس لنفس الغرض وهو المطالبة بتحسين الخدمات ، فهناك قاعدة فقهية تقول ان الامثال في الذي يجوز والذي لا يجوز واحد فان قلنا ان الامن مسؤولية المحافط فيجب ان يتهم كلا المحافظين اما اذا قلنا ان الامن من مسؤولية المركز فكلاهما لا يتحمل المسؤولية اما ان يتهم ذاك ويعفى هذا ، فهو الذي لم افهمه .
كما اني لم افهم امر اخر شاب تعاطي الاعلام مع المظاهرتين ، لماذا روج "الفيس بوكيون" ان المتظاهرين في البصرة طالبو باقالة المحافظ بينما في النجف باقالة مجلس المحافظة مع العلم ان ملف الخدمات من مسؤولية المحافظ !.
امر اخر لم افهمه من حضرة الراي العام ، ابان الزيادة التي اعتمدتها وزارة النفط في سعر قنينة الغاز وهي الف دينار لم افتقد سبابة سمعتها منذ طفولتي وللان الا وجدتها في صفحات التواصل الاجتماعي على المسؤولين في القطاع النفطي ولسنا بصدد التبرير لهذا الفعل (الزيادة) ولكن ما انا متاكد منه ان الاموال المستحصلة من جراء الزيادة ستذهب للخزينة الوطنية لسد العجز الحاصل في تجهيز قطعات الجيش والحشد كما صرحت رسميا وزارة النفط ، في حين ان الصمت المطبق هو السائد على زيادة شركات الهاتف النقال (زين واسياسيل) لكارتات التعبئة مبلغا وقدره ١،٥٠٠ دينار مع العلم ان اصول هذه الشركات ليس وطنيا ! والاغرب ان حضرة الراي العام لم يطالب وزير الاتصالات بسحب التراخيص عن هذه الشركات ولم يحمله مسؤولية الدفاع عن الاستنزاف في الدخل الشهري للمواطن البسيط جراء جشع هذه الشركات.
لا اشك ان المنصفين كثر وهم اكبر من ان تنطلي عليهم الاعيب المأزومين ولكن هنالك وللاسف من يصبح بوقا لهؤلاء من حيث لا يشعر ، جعلني على يقين من ان الراي العام في الغالب يصنعه المنتفعون ويصدقه البسطاء ، ولهم في ذلك مئات المنافذ التي انشاوها ابان حكمهم التاسوعي، فهذه الصفحات التي تعج بها شبكات التواصل الاجتماعي الممولة من استحقاق الفقراء شاهد على حربهم الظالمة ضد شركائهم فبدل ان تتحدث افعالهم عنهم تركوا الميدان لهذه الابواق التي سوقت فشلهم على انه نجاح بمباركة حضرة الراي العام !!!
https://telegram.me/buratha