صرخة ٌ أطلقها الأمامُ الراحل، الخمينيُّ العظيم- تقدست روحُه الطاهرة-، مُفجر الثورة الأسلامية في إيران عام 1979 تقضي بأن تكون آخر جمعة من رمضان من كل عام يوما عالميا تتظاهر فيه الشعوب التي تنتصر لفلسطين والمسجد الأقصى، تشجبُ فيه احتلالَ الكيانِ الصهيوني للأراضي الفلسطينية، وتطالب أمريكا والغرب برحيله، وإعادة النازحين الفلسطينيين في الشتات الى أرضهم التي سُلبت منهم غدرا، وبالقوة.
لقد خطّ الأمامُ هذا اليوم نهجا للأمة التي خذلها حاكموها، وشوَّهوا تاريخَها. فليس يومُ القدس العالمي شعارا ظهر بالصدفة نتيجة الظروف السياسية التي واجهت إيران ما بعد قيام الثورة الأسلامية، وإنما هو نداءٌ مُتجذِّر في فكرِ الأمام وحركتهِ وعقيدتهِ منذ أن كان تلميذا لا يقوى على الأجتهاد، ومعارضا لا يقوى على الثورة، أو أن ينال درجة ولي الفقية. فكانت أدبياتهِ السياسية والدينية في مراحل متقدمة من حياته الشريفة لا تخلو من بياناتٍ، ونداءاتٍ توجِبُ نصرة فلسطين، وتطهيرَها من براثن الأحتلال. ولما بلغ أهدافَه بسقوط عرش الطاغوت الشاهنشاهي، أعلن على الفور من طهران وبلا تردد ووجل غلق بابَ سفارة إسرائيل وانزال علمها الذي رفرفَ لعقودٍ في سماء طهران ليحلَّ محله علمُ دولة فلسطين بواقع سفارةٍ وليس مكتبا خجولا كسائر الدكاكين التي صنعتها بعض الحكومات في بعض البلاد العربية التي تدَّعي أنها تقف الى جانب الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة التي يناضل من أجلها.
إن الجمهورية الأسلامية في إيران انتهجت هذا الخط الذي رسمه الأمام، وجعلته سلوكا عقائديا وسياسيا ووطنيَّا وهي تمدُّ يدَها بما أوتيت من قوة لكل القوى الفلسطينية الخيرة التي تعمل في داخل فلسطين إيمانا منها بمشروعية الصراع وبطلانية المحتل الذي لا يعرف غير التدليس والعمل الدؤوب في تغييب حقوق الشعب الفلسطيني المقهور. هذه القوى جعلت من يوم القدس العالمي يوما وطنيا تحييه في كلِّ عام في مدينة القدس الشرقية، والضفة الغربية، وغزّة المقاوِمة. فإحياءُ يوم القدس العالمي الذي هو من فكر الأمام، صارَشعارا يتردَّد بصوت العربي والمسلم، وطلاب الحرية على السواء من أجل تحرير فلسطين من براثن الأحتلال الصهيوني الذي لا يفهم مفردات القانون والأنسانية، وهو شوكة ٌ في عيون الأعداء والتابعين.
https://telegram.me/buratha