بعد تغير النظام في العراق في عام( 2003 ) طرح المجلس الاعلى الاسلامي مشروعه (الفدرالية) التي تتيح لثلاث محافظات اتحاد فدرالي ليس على اساس طائفي بل يبنى على المصالح المشتركة،وعلى الرغم من قدم اطروحة الفدرالية في رؤية المجلس الاعلى ، فهي تعود إلى ثمانينات القرن الماضي حين طرح مؤسس المجلس الاعلى السيد محمد باقر الحكيم ثلاث شعارات مركزية عام (1982) اصبحت من متبنيات التيار هي :
أ اسقاط نظام صدام حسين .
ب كسر المعادلة الطائفية التي حكمت العراق منذ مطلع العشرينيات .
ج- الإدارة اللامركزية ( الفدرالية ) .
بيد أن اصوات المراهقة السياسية،وأدت ذلك المشروع!، وهو في مهده بعد أن اقامة الدنيا ولم تقعدها بذريعة تقسيم العراق وجعله ضيعة تابعة لإيران ، للآسف نجح التخلف السياسي ومن يحركون ماكنته من الخارج ، فتخلى المجلس الاعلى عن مشروعه الذي يمثل قراءة واعية للواقع العراقي ، لو كُتب له النجاح لوفرت على الشعب العراقي الكثير من موارده البشرية والمادية .
ولعل ما يأكد وعي قيادة ذلك التيار انها لم تطرح مفهوم الدولة الدينية ،على الرغم من صبغة قياداته الدينيه، بل تبنت مفهوم الدولة المدنية لأيمانها بصعوبة اقامة دولة بنموذج اسلامي بسبب تعدد الطوائف والاثنيات في العراق والدليل شعارها (حرية-عدالة-استقلال).
اليوم وبعد خمسة عشر سنة من التغيير تشير جميع المعطيات الى ان فكرة العراق الواحد اصبحت بعيدة المنال بسبب طبيعة التحديات التي نمر بها، وهنا لا اقصد تهديد (داعش) فداعش بندقية مأجورة جيئ بها لغرض فرض معادلة تفاوضية من قبل بعض السياسين السنة سرعان ما ندموا عليها بعد فتوى المرجعية . لكن المشكلة الكبيرة هي في تخلف الساحة السنية التي لا تملك بوصلة تحدد تحركاتها فهي كالسعفة في مهب رياح الافكار السياسية تفتقد الى المرشحات و (الفلاتر) التي تؤسس لقرارات سياسية صائبة .
تخلف القيادات السنية المتصدية للمشهد السياسي والقاع السني ، استنزف البلاد، وجعلها تدفع ضريبة باهضة الثمن تمثل في تهجير الملايين وسبي النساء وازهاق ارواح الالاف من ابناء الشعب العراقي ، وحرث ارضية تقسيم البلاد والقبول بمشروع بايدن سيء الصيت المتمثل بتقسيم البلاد على اساس طائفي وعرقي . وهذا ما ذكره مؤخرا صاحب مشروع تقسيم العراق بايدن (انني كتبت المشروع على ورق لكن سيأتي الساسة العراقيون يوماً إلى هنا ويطالبون بتقسيم العراق) !!
قراءة تبدو واقعية لما يجري في العراق بسبب قوة عوامل الدفع بأتجاه التقسيم مقابل ضعف عوامل وكوابح وحدة العراق .
انها رؤية ليست متشائمة ، بقدر ما هي حقيقة لا مناص من وقوعها يوماً ما، يتحمل خطيئتها العرب السنة. يستوجب من المتصدين للمشهد السياسي ان يهيئوا انفسهم للخروج من مخاطر التقسيم باقل كلفة مقارنة بكلفة رفضنا للفدرالية ! ، ترتكز على حسن الجوار بين دويلات العراق الثلاث !!!
https://telegram.me/buratha