أصبحت الخدمات هاجس يؤرق, الشارع النجفي خاصة والشعب العراقي عامة, أن هذا الملف في المحافظة عامة, وأقضيتها ونواحيها خاصة , معضلة ومعادلة يصعب حلها من قبل المسؤولين, في ظل التقدم التكنولوجي والميزانيات الانفجارية, التي لم يشهدها تأريخ العراق من قبل.
بعض هذه النواحي والقرى لا يوجد ماء صالح للشرب, يعمدون للشرب من مياه الأنهار المجاورة لمناطقهم, لما فيها من مخاطر الإصابة بالإمراض والأوبئة, أن انتشار هذه الإمراض لها أسباب أخرى ,ومنها النفايات المنتشرة في الشوارع وأفرع المناطق المختلفة, إن هذه الأقضية والنواحي, تعد من المناطق المنسية تماما , وهي تفتقر الى ابسط مستلزمات العيش, من ماء وخدمات ومنها الكهرباء, التي أسلاكها متهرئة ومحولاتها قديمة مع تزايد انقطاعها, ولا تأتي إلا لساعات قليلة جدا, حاملة منّتها عليهم, والواقع الصحي لا يختلف كثيرا عن غيرها, حيث يشكوا من قله المراكز الصحية وقدمها وانعدامها في مناطق أخرى.
كما تعاني هذه المناطق من قلة المدارس وقدمها, كما أن الكوادر التدريسية تعمل على تحميل كل صف, أعدادا كبيرة من الطلاب مما يؤثر سلبا على مقدرة استيعاب الطلبة, ناهيك عن قلة التدريسيين فيها.
أن الخدمات في أقضية النجف ونواحيها وقراها, لا يعدو أن يصل الى واقع قرية في أي دولة, لا تملك ربع ميزانية العراق ، حيث انعدام الخدمات العامة والبنى التحتية من مجاري المياه ثقيلة ومجاري الأمطار والطرق وفقا للمواصفات الهندسية الصحيحة, التي غاب عنها التخطيط وهاجر الى الدول المجاورة, معلنة عن بداية حقبة من المآسي والضياع في وادي كثرت فيه الذائب وقل فيه الأصحاب .
الحياة صعبة في هذا الواقع المرير من تردي الخدمات والفساد المالي ,إذ وقع المواطن في هذه المحافظة والبلاد عموما, مابين المطرقة والسندان أي مابين الإهمال وجشع الساسة, والحلقة تجر الأخرى, وكل ملف ينعى آخر وآخرة يلعن أوله, والحياة في تراجع مستمر.
وأخيرا نطالب الساسة والمسؤولين, وخاصة الخيرين منهم وفي أعينهم عين الأبوة, النظر الى معاناة هذه المناطق والنزول الى الشوارع لتلبية احتياجاتها اليومية, وإنقاذها مما هي فيه, إن سكان هذه المناطق لم يقترفوا أي ذنب, سوى أنهم ينتمون الى هذا البلد الذي رخص فيه دمائهم وصعبت فيه حياتهم.
https://telegram.me/buratha