المقالات

النجف الأشرف.. فشل وفساد متفق عليه

1407 22:58:24 2015-06-30

تحظى بعض المدن، بخصوصية ربما تتعلق بموقعها، أو وجود مؤسسات مهمة، أو أثار أو مقدسات فيها. هذه الخصوصية مثلما تمنحها ميزات، فإنها تفرض عليها واجبات، تتعلق بخصوصيتها وما تتطلبه من التزامات، كإستقبال الوافدين، أو طبيعة المجتمع والحياة التي تدور فيها.

تكاد المدن المقدسة في العراق تعد على أصابع اليد، فالنجف الأشرف وكربلاء وسامراء والكاظمية، هي أهم المدن الدينية، لقداسة المراقد المتواجدة فيها، رغم أن هناك عشرات المراقد والمزارات المقدسة، منتشرة على طول العراق وعرضه.

تنفرد النجف بخصوصية، إحتضانها مرقد الإمام علي ابن أبي طالب، عليه وأله أفضل الصلوات، وزادت خصوصيتها، حينما أصبحت مقرا للحوزة العلمية الشريفة، وزادت تلك الأهمية خطورة، بعد سقوط حكم البعث عام 2003، وتولي أحزاب إسلامية مقاليد الحكم.

رغم الطبيعة الدينية والمحافظة للمدينة، وإكتساح التيارات الإسلامية للساحة العراقية، إلا أن السلطة في المحافظة، وصلت لجهات، تجاهر بعلمانيتها، في ظاهرة بينت الفجوة بين تلك الأحزاب والمجتمع النجفي، لأسباب تتعلق بكيفية، تعاطي تلك الأحزاب مع المجتمع المحلي، وطبيعة المجتمع النجفي، والتغيرات بل القفزات بين الأجيال.

أبان حكم نظام البعث، أستهدفت المحافظة بشكل مركزي، وكان يتوقع أن يتغير حالها بعد سقوطه. لكن ذلك لم يحصل، على الأقل بمقدار ما كان متوقعا.. فعمل بلا تخطيط، وإتهامات بالفساد مهولة، تبادلها من في السلطة بينهم، وفشل كبير في الخدمات، ومشاريع غير منجزة، وما انجز منها مليء بالأخطاء الهندسية، ولم ينفذ ضمن المواصفات المعلنة أو المطلوبة، وتبديد للموارد والميزانيات، في مشاريع مجهولة الهدف والأثر.. وعلامات إستفهام كثيرة، طالت حتى ألية إختيار المناصب في المحافظة، ولمختلف المؤسسات.

من المنطق القول، أن الأزمة الاقتصادية، وإنخفاض أسعار النفط مؤخرا، أثر بشكل كبير على المحافظة، كجزء من البلد، لكن الفشل المستمر منذ عدة سنوات، والعمل الإرتجالي العشوائي، بمجال تقديم الخدمات، وتحسين ما موجود منها، لا يمكن تبريره. فهو مشكلة موجودة منذ عدة سنوات، والأزمة الاقتصادية، فقط نقلته إلى مستوى الكارثة.

يظن مؤيدو نظريات المؤامرة، وهم كثر وبإزدياد، أن القضية تتعلق برغبة خارجية، لإفساد المحافظة ومجتمعها، كونها قلب المذهب الشيعي، وحاضرته المستقبلية في الدولة الموعودة، ولها دور عظيم في التهيئة لتلك الدولة. فيما يسطح معارضوهم القضية، فيرون أنها مجرد قضية عدم توفر أموال، إستغلها مفسدون لإفشال الخدمات، ويرى أخرون أن الموضوع هو مجرد فشل وفساد، لأفراد طلبا للمال.. ولا تخلوا القضية من كل ذلك مجتمعا.
كل هذه الآراء وإن إختلفت، فهي تتفق على أن هناك فشلا حقيقيا، فيما يتعلق بالخدمات، وفسادا كبيرا في مشاريعها، وأن الأموال التي صرفت كبيرة جدا، ولا تتناسب مع ما أنجز، وأن الشركات المنفذة، على معظمها أكثر من علامة استفهام.

أين الحقيقة في كل ذلك وعند من؟ وأين كان مجلس المحافظة من القضية؟ ولما سكت عن هذا الكم الهائل، من المشاكل والفشل والفساد لحد الأن؟ ألا تظنون أن إستجواب المحافظ المزمع خطوة متأخرة بعض الشيء؟
يقال في المثل، أن تصل متأخرا أفضل من أن لا تصل, لننتظر ونرى ما سيتمخض عن ذلك.. جمل أم فأر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابا احمد اللامي
2015-06-30
تحليل جميل ن وتبويب يتلائم مع الانتقال في الافكار ، غير منحاز ويميل الى وضع اللائمة على الكل ، فالكاتب منصف ، والمنصف هو من يقف بين النصفين كاشفا حقيقة هذا الجانب وذالك . نحن بحاجة الى هذا الرأي الغير متعنت والتحليل الواقعي..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك