كان والدي رحمه الله اذا رأى ما يثير إستغرابه من حدث لا يتلائم مع الوضع الاجتماعي العام ،
أو تصرّف غير لائق ، أو ممن جعل القانون مطيةّ لأغراضه الشخصية ، أو أساء الأدب
( لأنه أمن العقوبة ) فإنه يطلق كلمته ( التي يعرف من عايش ظرافته و طرفته و سرعة البديهة عنده وهي ) : ( إنّّـا خلقناكم هدد ) .
و لكنه لم يكن مستهزءاً بالآية و العياذ بالله .
و تمنيّته قد عاش ليرى توسّع هذه المفردة في الكثير من حياة العراقيين في كل شئ !
و منها على سبيل المثال لا الحصر :
ما تعرض له النائب محمد الكربولي قبل ثلاثة أيام من عملية إختطاف في جدة !
و لا أدري أتكلم أم أسكت ؟
ألطم على سوء حظ العراقيين العاثر الذي جعل من الكربولي نائباً ؟
و الأدهى و الأمّر أن يكون عضواً في لجنة الأمن و الدفاع البرلمانية ،!
و معنى ذلك أن أحتاج الى مفردة يرددها العراقيون في مزاحهم : ودّع الزبون شحمة .
و هنا ليسمح لي السادة أعضاء مجلس النواب المحترمين أن أبدأ بمسائلة عضو الأمن الذي إئتمنه ،
و الذي يظهر من أن الشعب العراقي الجريح المسكين عندما أقبل على صناديق الاقتراع لترشيح ( الكربولي ) و أمثاله لم يكن في الحسبان أن راعى الموازين التي ينبغي مراعاتها في الإختيار الصحيح ! و لم يضع في حسابه قول الإمام الصادق عليه السلام:
( لم يخنك الأمين، ولكن ائتمنت الخائن ) بحار الأنوار ج 75 ص 335 ح 6
..و إلا ما معنى أن يمّثل هذا الشعب المغلوب على أمره ( حثالات مجتمعه من سقط المتاع ) ؟
و قد ذكر علماء الأخلاق في دروسهم بأنه يُمكن اختصار دوافع الخيانة بالآتي:
1- ضعف الإيمان بالله واليوم الآخر.
2- غلبة الشهوات والأهواء وحبّ الدنيا.
3- تسلّط حالة الحرص والطمع على الإنسان.
4- عدم التفكّر في نتائج الخيانة دنيويّاً وأخرويّاً.
و من ذلك نستنتج أن الخائن بفعلته هذه و سجية الخيانة يكون بعيداً عن كل ما يمّت الى الاسلام بصلة .
و يّدلل على ذلك قول أمير المؤمنين علي ع "( جانبوا الخيانة فإنّها مجانبة الإسلام") و معنى المجانبة في اللغة : هو تحاشي الشئ ، أو إبعاده .
بعد هذا التمهيد . ليسمح لي السادة رئيس مجلس النواب و الأعضاء
( و أعود لكلامي إن كانت هناك حكومة و مجلس نواب ، و لكن و كما يقال:
فرض المحال ليس بمحال )
بمسائلة عضو اللجنة الأمنية البرلمانية إن وسع صدره و أظنه كذلك بعد أن منّ الله عليه و أنقذه من ذبح داعش له !
يا شيخنا الكربولي إسمح لي أن أنطلق من الحكمة التي تقول :
حدّث العاقل بما لا يليق فإن صدّق فلا عقل له .
لو أن طفلاً مميزاً دون العاشر من عمره قرأ أو سمع ما تعرضت له لما صدّق !
و لتعرّض الى السكتة نتيجة إفراطه في الضحك خصوصاً بعد ان عرف القاصي و الداني وحشية مصاصي الدماء داعش و تعطشهم لها .
و لكن ربما أجد لك مخرجاً من هذا ( الفيل الطائر ) وهو :
من يقرأ حياة مفتي السعودية السابق إبن باز فإنه لا يستبعد ما تعرّضت له و ثم نجاتك بالعناية الإلهية و هبّت عليك نفحة من نفحات الشيخ الجليل إبن باز فأنقذك من يد الدواعش ؟
حيث أن إبن باز كانت لديه القدرة في تسخير الجّن و الإنس و قد حضروا دروسه !
و لا تحسبوه مني ( فيلاً طائراً ، أو تجنّي على إبن باز ) فما في هذا الرابط حقيقة ما أقول :
https://telegram.me/buratha