تعلمت في صغري، وأنا في مرحلة الدراسة الابتدائية، عندما كنا ندرس كتاب الوطنية، أن المواطنة أكبر من الأنتماءات المذهبية، والعرقية، والقومية.
أيضا تعلمت، أن الوطن الذي نعيش على أرضه، وتحت سمائه، ونشرب ماءه، يجب على جميع أبناءه حمايته، ودفع أي خطر عنه.
هذا مفهوم واضح وجلي، لا يختلف عليه عاقل، وهو ما يحصل في بلدان العالم، عندما تتعرض لخطر، أو غزو، أو تهديد خارجي، فيتكاتفون أبناء البلد الواحد، في الدفاع عنه، وحماية وطنهم، فتلغى حينئذ هوية الفرد اتجاه الوطن.
إلاّ في بلد مثل بلدي العراق، تتدخل فيه النزعة الطائفية والقومية، من بعض ساسة العراق، لمنع فئة خاصة، من الدفاع عنه وحمايته، وهذه حالة فريدة، لم تحصل في بلد آخر، وهي أعجوبة من أعآجيب العراق!
يمنع أبناء الجنوب( الحشد الشعبي)، من تحرير المحافظات العراقية، كالانبار والموصل، بذريعة ان الحشد شيعي، ويقوم باعمال طائفية، وفي نفس الوقت، تستلم أموال وميزانية هذه المحافظات، من نفط الجنوب، لست أعلم..! هل الحشد النفطي وطني، والحشد الشعبي طائفي..!؟
لست أدري أيضا! عندما يقاتل أبناء الجنوب، أيران في الحرب التي فرضها النظام المقبور، يكون القتال وطني، وعندما يقاتل الحشد الارهاب، يكون طائفي، أيّة مفارقة عجيبة هذه..!
أو عندما طالب، الفقيد الزعيم، السيد عبد العزيز الحكيم( طاب ثراه)، بأقليم الوسط والجنوب، تعالت أصوات المنافقين من الساسة، بأنه تقسيم للبلد، حسناً..! اذا كنتم تعتبرون العراق واحدا، وأبناءه سواسية، كيف ترفضون دخول الحشد من تحرير مناطقكم؟!
أن الطائفي والمنافق، من يمنع تحرير مناطق العراق، من قبضة الارهاب على أيدي العراقيين، فالحشد الشعبي الوطني، جآءكم بدرس جديد، للمواطنة الحقيقية، بعد أن اعطاكم نفطهُ، اليوم يعطيكم دماءه، فأي إيثار هذا، وأي كرم وسخاء أعظم من هذا العطاء، وأي مثال للوطنية والمواطنة..!!
أقول في الختام: أفهموا، وأعقلوا، هذا الدرس جيدا، يا أغبياء ساسة العراق..!
https://telegram.me/buratha