السيد محسن الحكيم "قدس سره الشريف "(1889م _ 1970م) من اعرق العوائل الدينية في العراق واكثرها تصدٍ للانحرافات السياسية وبسبب هذا التصدي فقد تعرضت عائلته للتشريد والقتل و فقد 63 شهيداً فيما بعد على مدى اجيال من التضحيات في سبيل الوطن والدين وكان يوصف بزعيم الطائفة حتى اقترن اسم العراق بأسم الحكيم .
كثيراً ماسعت الحكومات و على مر الازمنة والعصور اقصاء الدين وعزله عن السياسة لان تدخلة في مفاصل الدولة سيكشف الكثير من المخططات الرامية لاهلاك الشعب والدين بطرق الثقافة الاستعمارية الذكية , ففي ولاية السيد محسن الحكيم نضجت حركات واحزاب كانت تستهدف الدين اولا من خلال افساد عقل الشباب ابتدائاً مما حتم على السيد الحكيم وعاتلته التصدي لهذه الحركات وافسادها وكشف الغطاء الذي تسعى اليه و الوقوف بوجه من كان يريد تشويه الاسلام بطرح افكار منحرفة , كما هو حال نظرية الحزب الشيوعي ,, وقد وقف الامام الحكيم موقفاً حازماً تجاه هذه الافكار واصدر فتواه الخالدة التي شلت حركة القيادات الشيوعية ( الشيوعية كفر والحاد ) . وكذالك التصدي فيما بعد لحزب البعث ولاجرامه بحق الشعب وفتوى السيد الحكيم الشهيرة بحرمة (قتال الكرد) .
وكان ( يرى السيد الإمام الحكيم وجوب قيام الحكومة الإسلامية مع التمكن وأن صلاحيات الحاكم في حدود حفظ المصالح العامة وحفظ حقوق الناس )ويؤكد على ان الحكم يكون للمواطن وهو من يختار نوع الحكم والحكومة و رجال الفقه يعملون على الارشاد و الاصلاح والاعتماد على الاسلام كمصدر للتشريع .
وكان من ابرز التصديات للحركات العلمانية التي اخذت رواجا بعد التغييرات في انظمة الحكم العراقية ومع نشوء نظام جمهوري هو تأسيس (جماعة العلماء في النجف الأشرف) و هذا العنوان لتجمع علمائي تأسس بعد قيام النظام الجمهوري في العراق عام 1958 وكان يضم كبيرة من العلماء ويدعمهم المرجع الأعلى الأمام الحكيم وقد مارست الجماعة نشاطات ثقافية وسياسية مهمة في مواجهة التيارات السياسية المعادية للأسلام .
وكان أول برنامج في شهر رمضان بعد نهاية الإفطار واستمرت العملية لمدة اربع شهور وهي أول ظاهرة فريدة من نوعها في النجف الأشرف حيث كان البرنامج يتضمن القاء كلمة توجيهية حيث مصعد أحد الحضور لقرائتها وللشئ الملفت للأنتباه هو أن المجلس فيه كلمة توجيهية وفي ذلك الوقت كان هذا شيئاً غريباً لأن المجالس كانت عبارة عن قراءة مصيبة أهل البيت أو قراءة الدعاء ,, وقد أدرك الشيوعيين خطورة الموقف وخطورة هذا التحرك وكانوا يحرضون الناس بأساليبهم الخاصة ,, كانوا يقولون أن السيد محسن الحكيم أرسل ابنه الى الصحن ليجمع له المقلدين مما أحدث تشويش لدى المقربين من السيد الأمام الحكيم واعترفوا عليه باعتبار ان هذا العمل لا يناسب المرجعية .
وقد كان دور بارز لهذه الجماعة في الوقوف بوجه الكثير من الحركات والتيارات العلمانية والاستعمارية التي حاولت غزو المجتمعات الاسلامية ثقافياً ولاسيما العراقية تحت شعارات التغيير والانفتاح الفاسدة والحد من تطورها .
https://telegram.me/buratha