المقالات

مؤامرة نعم... ولكن!

1101 21:17:30 2015-06-18

التحقيق في فضيحة سقوط الموصل تحوّل على ما يبدو فضيحة جديدة، كان يفترض ان تعلن نتائجه في مناسبة الذكرى الاولى لسيطرة "داعش" على المدينة لكنه تأخر ولم تتلق لجنة التحقيق البرلمانية أي رد من رئيس الحكومة السابقة نوري المالكي المسؤول الأول والوحيد تقريباً عما جرى.
قبل يومين أدلى المالكي بتصريح قال فيه: "ما سقطت الموصل إلا بمؤامرة وما سقطت الرمادي إلا بمؤامرة... نعم من المؤامرة ألا نقول ان هناك مؤامرة"!

صحيح، لنقل انها مؤامرة ولكن من الذي تآمر، ومن الذي كان مسؤولاً عندما حيكت هذه المؤامرة، ولماذا تغاضى عنها، ومن الضروري السؤال: لماذا تمادى وذهب بعيداً في نسج خيوطها التي يحاول الآن تقييدها على حساب خصومه السياسيين، وهل يتمكن من ان يزوّر الحقائق التي تدينه شخصياً، لأنه عبر سياسات الإقصاء والتنكيل التي مارسها ضد المناطق السنّية لكأن كل سنّة العراق صدام حسين، أوجد البيئة التي أيقظت الضغائن والأحقاد المذهبية بين السنّة والشيعة والتي قد تمزّق المنطقة كلها؟

يقول المالكي لو ان الموجودين من قوات الأمن في الموصل قاتلوا لما استطاع "داعش" ان يتقدم خطوة واحدة، فقد كانت المؤامرة ان ينسحب الجميع من الجيش فسقط الجيش، هكذا بالحرف متناسياً انه شخصياً كان قائداً عاماً للقوات المسلحة وأنه بسط سيطرته الكاملة على المؤسسة العسكرية من خلال"مكتب القائد العام للقوات المسلحة" الذي ارتبطت به مباشرة قيادة العمليات بما يعني ان كل المسؤولية تقع عليه!

لقد كلّفت عمليات إعادة بناء الجيش العراقي ما يقرب من ١٢٠ مليار دولار أنفقتها حكومة المالكي، ثم تبيّن انه بنى جيشاً من الأشباح وانه ذهب في الفساد الى درجة دفع رواتب لقطاعات عسكرية لم تكن موجودة على الأرض بل على الورق وفي القيود، وانه أنفق مئات الملايين على تجهيزات وملابس وأغذية لقطاعات عسكرية وهمية لم تكن في الثكن، فعلى سبيل المثال قيل إنه كان في الموصل ٦٠ الفاً من الجنود ثم تبيّن انهم أقل من خمسة آلاف، وأنهم تلقوا أوامر بإخلاء مواقعهم امام "الدواعش"، فأين مسؤوليته كقائد عام للقوات المسلحة؟

المالكي يحمّل السياسيين المعارضين له مسؤولية المؤامرة التي صنعها بيديه، متناسياً ان الأميركيين اشترطوا عدم بقائه في رئاسة الحكومة لدعم العراق ضد "داعش"، لكن طهران تمسّكت به وفرضته نائباً للرئيس لتضمن حصانته في وجه أي محاكمة!

المالكي خرّب العراق، وحتى الرمادي من بعده لم تسقط إلا نتيجة الأحقاد والصغائن المذهبية، أشعل نيرانها، ليؤجج سعيرها الاهمال المتعمّد لدعم المناطق السنّية وتسليحها لتقاتل "داعش"... نعم هناك مؤامرة لتقسيم العراق وقد شارك فيها المالكي من حيث يدري أو لا يدري!

جريدة النهار اللبنانية
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك