المقالات

رمضان حل فما الحل؟ فقدنا القدرة على الفرح!

1066 14:22:16 2015-06-18

كل ما يدخل محيط حياتنا تتلاشى قيمته المعنوية.. ولم يعد رمضان سوى إسقاط فرض.. ليس تقليدا جماليا.. كمن يأكل ليملأ معدته من دون تلذذ.. اللذة أروع صور المحبة بين الله وعباده فإنتهجوها سبيل تقرب من جلالته

(1)

يحل هذا اليوم.. الخميس 18 حزيران 2015، شهر رمضان المبارك؛ باعثا في العراق الف سؤال وإستفهام، يحثنا على إستطلاع طبيعة تلقينا لبركاته.. إيمانيا وإجرائيا، في ظل التداخلات العسكرية والاقتصادية، التي تسقط تعقيداتها على المجتمع، الذي تهرأ بسبب قسوة واقعه، وإستعداده الفطري للتعاطي مع الشؤم أكثر من التفاؤل!

صيام رمضان واحد من أهم أصول الدين الاسلامي، وفرائضه واجبة الإلتزام، الا ان حلوله هذا العام، محفوف بحرج عسكري واقتصادي وإجتماعي، يضع المؤسستين الدينية والمدنية، أمام مسؤوليتيهما التضامنية، في إنتشال المؤمنين من التكلف في أداء التكليف!


(2)

لن أفسر الماءَ بالماءِ، قائلا ان الشهر الفضيل فرصة لمراجعة الذات، وإعادة تقويم النهج الايماني للفرد والمجتمع؛ فهو كلام مفروغ منه؛ لكن ما لا ضير في تكراره، إذ ان لرمضان إستحضاراته الواجب إستيفاؤها، من أغذية تستلزم إنفاقا، لم يعد إقتصاد العراق قادرا على تحقيقه للشعب؛ بسبب نزيف النفط تحت أديم الارض،...

وله عبادات، على هامش الصيام، تكاد تنفذ الى جوهر المنسك، متحولة من هامش الى متن يجري في إطار الشهر وليس في فلكه (!؟) وتلك هي الاخرى بحاجة لإستقرار نفسي واجتماعي (سايكو سوسيولوجي).

العسكر على جبهة المواجهة ضد (داعش) والطلاب على جبهة الإمتحانات، ضد الجهل، هل يصومون ام يفطرون!؟ وتلك القضية بحاجة لجرأة من المؤسسة الدينية؛ كي ينتظم إيقاع العسكر والمدارس.

(3)

إستنفد الصيام طاقته على تهدئة الوجدان، ميلا به من العنف الى السلام؛ لأن مجتمعنا يعتبر العنف إثما والسلام حسنة، فهما سواء مثلما نشأ آباؤنا، في القرى، على التفاخر بـ (الحيافة – الغزو ليلا) التي تعد حلالا في شرعهم.

إذن شرع الله غير مفعل في مجتمع يشرعن نزواته، ويضفي على حرامها حلية، طالما العراق يعيش تعقيدات مستمرة "لابسا خوذته منذ فجر الارض".

وهذه المرحلة بالذات، تضغط بقلقها السياسي والاقتصادي، على المجتمع؛ نتيجة الازمة العسكرية الخانقة التي يمر بها العراق.

ولطالما الطوارئ تتسلم العراقيين من سيء الى أسوأ؛ فلم يعد بإمكانهم عيش الشهر المبارك بعمق عطائه الثر، إيمانيا وسياسيا.

(4)

الخيط السري الواصل بين المؤسستين.. الدينية والمدنية، ينسج من التنسيق بينهما؛ لإحتواء التداخلات والتعقيدات، التي تهرأ المجتمع جراءها، معانيا قسوة واقع يصادر الاستعداد الفطري للفرح، ويعقد على المؤمنين أداء الفريضة، بما تستحق من ولاء!

لأن أولى مقومات التماهي بين المجتمع والعبادات الدينية الواجبة، هو تحويلها الى تقاليد جمالية، تحتفظ بعمق الشعور الايماني، وتسر.. سعيدة به.

لكننا فقدنا القدرة على الفرح، وكل ما يدخل محيط حياتنا تتلاشى قيمته المعنوية، بالنسبة لنا، ولم يعد رمضان سوى إسقاط فرض، ليس تقليدا جماليا، كمن يأكل ليملأ معدته من دون تلذذ.. اللذة أروع صور المحبة بين الله وعباده؛ فإنتهجوها سبيل تقرب من جلالته.

· مدير عام مجموعة السومرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك