المقالات

أثار قراءة القرآن

3492 16:54:40 2015-06-12


ان الله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه عن القران الكريم: 

((لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ))(الحشر:21)

تؤكد الدراسات الجديدة أن حفظ القرآن يقي من الأمراض ويقوي مناعة الجسم ويزيد المؤمن إبداعاً وراحة نفسية . إن أفضل عمل على الإطلاق يمكن لإنسان أن يقوم به هو تلاوة القرآن والعمل بما فيه وتطبيق ما أمر به الله والابتعاد عما نهى عنه الله. ومن خلال تجربتي الشخصية مع القرآن لمدة تزيد عن عشرين عاماً أصبح لدي قناعة راسخة وهي أن القرآن يؤثر بشكل كبير على شخصية الإنسان، ولهذا يرد في الحديث النبوي الشريف : 

(خياركم من تعلم القرآن وعلمه).
عندما تقرأ بعض كتاباً في البرمجة اللغوية العصبية أو في فن إدارة الوقت أو في فن التعامل مع الآخرين، يقول لك المؤلف: 
إن قراءتك لهذا الكتاب قد تغير حياتك، ومعنى هذا أن أي كتاب يقرأه الإنسان يؤثر على سلوكه وعلى شخصيته لأن الشخصية هي نتاج ثقافة الإنسان وتجاربه وما يقرأ ويسمع ويرى.

طبعاً هذه كتب بشرية يبقى تأثيرها محدوداً جداً، ولكن عندما يكون الحديث عن كتاب الله تعالى الذي خلق الإنسان وهو أعلم بما في نفسه وأعلم بما يصلحه، فإنه من الطبيعي أن نجد في هذا الكتاب العظيم كل المعلومات التي يحتاجها الإنسان في حياته وآخرته. فهو النور وهو الشفاء وهو الهدى، وفيه نجد الماضي والمستقبل، وهو الكتاب الذي قال الله عنه: 
((لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ))(فصلت: 42).
ويمكنني أن أؤكد لك أخي الحبيب بأن كل آية تقرأها وتتدبرها وتحفظها يمكن أن تحدث تغييراً في حياتك! فكيف بمن يقرأ القرآن ويحفظه في صدره؟
بلا شك أن تلاوة الآيات وتدبرها والاستماع إليها بخشوع، يعيد بناء شخصية الإنسان من جديد، حيث إن القرآن يحوي القواعد والأسس الثابتة لبناء الشخصية.
وبتركيز بسيط في مدى تأثير القرآن على شخصية الإنسان، بل تأثير آية واحدة منه فقط، مثلا عند قرأت قوله سبحانه وتعالى: 
((وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ))(البقرة: 216). 
نجد أن هذه الآية تحوي قانوناً محكماً يجلب السعادة لمن يطبقه في حياته.

قبل قراءة هذه الآية يجد المرء حزن بسبب حدوث خسارة أو مصيبة ما أو يجد شيئاً من الخوف من المستقبل، لأنه يتوقع أمراً سيئاً قد يحدث، أو يمر بلحظات من القلق نتيجة انتظاره لشيء ما يرغب في تحقيقه، وهكذا مجموعة من المظاهر التي تجعل شخصية الانسان قلقة أحياناً.

فبعد تأمل هذه الآية وتدبرها جيداً بل طويلاً، يجد بأن الله تعالى قد قدَّر كل شيء، ولن يحدث شيء إلا بأمره، ولن يختار للناس إلا الخير لأنه يعلم المستقبل، أما البشرية فلا تعلم . 
وهكذا تصبحت النظرة لكل شيء نظرة متفائلة بدلاً من التشاؤم، يصبح الفرح بكل ما يحدث مع الانسان حتى ولو كان محزناً في الظاهر، وأصبح يتوقع حدوث الخير دائماً ولو أن الحسابات تخالف ذلك.
فالله سبحانه وتعالى كتب علينا كل ما سيحدث معنا، فلماذا الحزن؟ 
ومادام الله عزوجل موجوداً وقريباً ويرى ويسمع ويتحكم في هذا الكون فلم الخوف أو القلق أو الاكتئاب؟
وبما أن الله عزوجل قد قدَّر علينا هذا الأمر واختاره لنا فلا بدّ أن يكون فيه الخير والنفع والسعادة...
وهكذا تتغير الشخصية تغيراً جذرياً، وتنقلب إلى شخصية متفائلة وسعيدة وتتخلص من مشاكل كثيرة كان من المحتمل أن تحدث لولا أن منَّ الله عزوجل علينا بتدبر هذه الآية وفهمها وتطبيقها في حياتنا العملية.
وخلاصة القول: إن التمسك بالقرآن والمحافظة على تلاوته يؤثر إيجابياً على شخصية الإنسان، ويرفع النظام المناعي لدينا، ويقينا من الأمراض النفسية، ويساعدنا على النجاح واتخاذ القرارات الصائبة، إن القرآن هو طريقنا للإبداع والقيادة والسعادة والنجاح.
قال الامام علي امير المؤمنين عليه السلام : 
ليكن كل كلامكم ذكر الله ، وقراءة القرآن ، فان رسول الله صلى الله عليه وآله سئل : أي الاعمال أفضل عندالله ؟ قال : قراءة القرآن، وأن تموت، ولسانك رطب من ذكرالله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك