يبدو بان الاسم المختصر للارهاب الذي ضرب العراق لازال مسيطرا على اذهاننا حتى وان كان بعيدا عنا ونحن في الجنوب ؛ الا اننا اليوم لا نتحدث عن الخوف المسيطر على النفوس بل عن واقع حقيقي عاشه المشاركون في تشييع الشيخ الجليل الاصفي . واول امر ظهر لنا هو تكالب جميع الشخصيات المتهمة بالفساد على حضور تشييع الشيخ وكأن الامر متفقا عليه بينهم حتى ان البعض من المطلوبين للقضاء رايناهم في التشييع وحرص جميع المتفرعين عن حزب الدعوة من عناوين على الحضور وزاد الطين بلة ان بعض الفصائل المشاركة في الحشد الشعبي الصقت نفسها بالشيخ عنوة واخذت تردد شعارات مقاومة غير منسجمة وفي الوقت الذي يعرف الجميع انها لا تعرف مرجعية داخل هذا البلد الجريح واذا بها تهتف باسم المرجع الاعلى من دون سابق انذار وظهرت صفات المنافقين على كثير من المشاركين ...
والادهى من كل هذا انك تجد نفسك احيانا كثيرة مدفوعا من قبل بعض المشاركين وعندما تلتفت اليهم تجد انهم حماية هذا او ذاك من الشخصيات الحاضرة وذكرتني طريقتهم في التعامل باساليب الدواعش عندما يظهرون صلافتهم من دون وعي انساني وكأنهم وجدوا من اجل الاساءة. واما عند الطرق المؤدية الى مدينة النجف وفي الشوارع فحدث ولا حرج فقد اصبح النجفيون على زلزال خلقي ملا الشوارع بانواع من الموجودات يظن الانسان انهم بشر وهم في الحقيقة مجرد مجموعة من الدواعش لبست لباس القانون بحجة حماية هذا الفاسد وذاك الخائن وهذا القاتل.
وزاد الغم عندما بدات المدينة يومها وكأنها احتلت من قبل هذه النماذج التي لا تساوي الحبر الذي يصرف في الكتابة عنها وخيم الخوف على شوارعها العامة واصاب اهلها الذهول من مستوى الانحدار الخلقي الذي كان عليه هؤلاء النفر عندما اظهروا وحشية وانفلاتا ولم يعيروا اهمية للقوانين الخاصة بالسير ولا بوجود المارة في شوارع المدينة واكأنهم يتجولون في مزارع ابائهم واجدادهم , ونسي هؤلاء انهم لولا الفساد وصعود الانتهازيين الى السلطة لما كان لهم مكان بين الناس ولكان افضل واحد منهم هو من يبيت في بيت اهله ولا اظن انه يرضى بهذه النماذج في بيته.
وكان الاجدر بالمسؤولين الفاسدين ان ينبهوا هؤلاء المرافقين الى انهم سيذهبون الى مكان فيه بشر وعليهم ان ينتبهوا الى تصرفاتهم ولا يدافعوا احدا او يضايقوا ماشيا في الطريق فان وجودنا ووجودكم مؤقت فلا تهيجوا علينا النفوس .
وكان الشيخ المرحوم لا يستحق ان ياتي امثال هؤلاء ليعيثوا فسادا في الارض باسمه وهو الذي طلق الدنيا وما فيها .
وعندما اقترب احد الفاسدين منا اثناء التشييع تدافع المتملقون وضايقونا في المسير فما كان مني الا ان بقيت في مكاني ولم اعطيهم الطريق فقال لي صاحبي دعهم يمرون ان هناك تصوير واذا التقوا صورة لنا معهم فسوف نخسر اكثر من خسارة مكان المسير فدعهم يمرون حتى لا يشوهوا سمعتنا بوجوههم الكالحة وفعلا كان رايا سديدا .
https://telegram.me/buratha