أطرح هذا السؤال بشكل جدي ، بعيدا عن ضروب الطرافة أو السخرية أو التسقيط ، لأن ما سمعته من تصريحه التلفيزيوني ــ ضمن برامج " لقاء خاص " ــ جعلني أعتقد بأن الرجل مصاب فعلا بفقدان الذاكرة ، و بالتالي فهو لا يعي أصلا ما دارت أو تدور حوله من سلسلة خضات و زلازل سياسية و أحداث كارثية ودراماتيكية مفجعة ، كان بالأساس هو بطلها الرئيسي و مسببها الأول و الآخير ..
و إلا إذا كان نوري المالكي رجلا سويا و عاقلا رصينا كيف يصرّح بعد خراب العراق كله في عهديه الكارثيين ، بأن إزاحته كانت بمثابة "، كمن يغير القائد في وسط المعركة "؟!!! ..
نوري المالكي قائد في ساحة معركة ؟! ..
تصوروا ! ..
أي قائدا كنتَ أيهاالغافي ؟!..
وهل أبقيتَ أصلا أنت و أزلامك المهزومون معركة لتخوضها آنذاك في الساحات التي عجت بعصابات داعش المغولية ؟!..
و أية معركة كنت تنوي خوضها بعد فوات الأوان و سقوط الموصل في مستنقع الهوان ؟! ومع أي ضباط و قادة كارتونيين من أمثال علي غيدان و كنبر و مهدي الغراوي الذين لذوا بالفرار كأرانب مفزوعة بمجرد سمعوا عن قدوم عصابات داعش عن بُعد بعيد ؟!..
أم مع الجيش الذي كنت " قائده العام " وهو يتبخر و يتلاشي كسحابة صيف عابرة ؟!..
إذ كان مليونا فلم يبق منه غير بضعة الآف فحسب !!..
ولكن هل من المعقول إن جناب " سيادتك " لا يعي حتى الآن حجم المأساة و الكوارث الوطنية التي سبتتها للشعب العراقي بشريا و ماديا ، بوصفك المسئول الأول حينذاك في سلم الدولة ، تلك الكوارث التي لازال الملايين من العراقيين يعانون حتى الآن من تبعاتها و نتائجها المأساوية و الفظيعة ؟!..
و آخيرا لابد أن نسأل :
ــ ألا من أحد ينصح السيد نوري المالكي بضرورة مراجعة عيادات الطب النفسي لمعالجة أمراضه النفسية التي يبدو أنها تتفاقم يوما بعد يوم و تدفعه إلى نسيان حقيقة وضعه السياسي و من ثم التفوه بحماقات لا يقولها رجل ذوعقل سليم وهو متلبس بفشله و هزيمته التاريخية ..
إذ الأولى بالمالكي أن ينزوي جانبا بعيدا عن الأضواء و الإعلام لأن سياساته الفاشلة و الانفعالية الرعناء هي سبب كل هذه المحنة الجديدة التي يعاني منها كل المكوّنات العراقية قتلا و تدميرا و نزوحا و إنفاقا للمال العام على المعارك و الحروب الجديدة التي حدثت بسبب سقوط الموصل ..
هامش ذات صلة :
https://telegram.me/buratha