إعتادتْ ( العرب ) حين تِقْدِمْ على عمل معين , أنْ تذبح ذبيحة , قرباناً أو إضحية لله تعالى , بِنيّة التبرك وطلب العون من الله تعالى بمد يد العون وقبول العمل .. وتسمى هذه العملية باللهجة الشعبية الدارجة بتــ ( تجراة دم ) , وهو موروث عربي قديم ربما سبق عصر ظهور الإسلام بكثير .هكذا عرفنا التقاليد الجارية في هذا المجال عند ( العرب ) وغيرهم من البلدان الإسلامية .. ولأن الدواعش , خالفوا الناس في كل شيء , ومرقوا حتى عن المواريث المتبعة لدى الناس , بل خرجوا أصلاً , عن الإطر العامة والخاصة التي إتصف بها الدين الإسلامي ومواريثه وتقاليده العامة التي يدّعون زوراً وبهتاناً , أنهم يمثلونها , فقد قاموا بعض هؤلاء المارقين من مشايخ دواعش الفلوجة , بعقد ما يسمى بمؤتمر عشائر الفلوجة الأول , لإعلان البيعة والولاء لمجرم داعش اللّابغدادي , بتقديم إضحية من نوع جديد , تماشياً مع خروجهم عن المعروف والموروث المتعارف عليه , فذبحوا إضحية بشرية , هو عنصر أمني آخر, وهو الثاني بعد جريمة الشهيد مصطفى العذاري ..
بطبيعة الحال , إنّ المؤتمر ,إبتداء من شعاره والمشاركين فيه من الحثالات التي تدّعي بأنها شيوخ عشائر الفلوجة , ومرورا بشعاره الكارتوني الزائف , هو نفخ في بالون مثقوب يهدف الى جملة من الأهداف , لا تساوي قيراطاً بأزاء ما يعيشه أبناء الأنبار من حيف وتدمير بسبب الدواعش ومَنْ يسوّق لهم أفكارهم من ساسة الفنادق السنّة ودول المنطقة .
وهنا لا أريد الوقوف طويلاً عند أهداف هذا المؤتمر , فالغاية منه واضحة, هي زرع روح الفتنة الطائفية في المجتمع العراقي , من خلال تأجيج روح العدوانية لدى المكون الشيعي , بغية توسيع الفجوة التي أوشكت أن تطمر , نتيجة الإنتصارات المتلاحقة التي تحققت على أيدي القوات الأمنية وقوات الحشد الشعبي البطلة ومشاركة ابناء العشائر الغربية الغيورة معهم , وايضا هو جعجعة فارغة من قبل هؤلاء , للتعبير عن إفلاسهم العشائري والعسكري والإجتماعي , وقبل ذلك كله , إفلاس قادتهم السياسيين الذين باتت مناطق الغربية تنبذهم , كونهم رأس الفتنة والسبب الأول في تسليم مدن المنطقة الغربية بيد الدواعش , إضافة الى ذلك , هو جعجعة إعلامية لا تغيّر من حالة الواقع البائس, الذي تعيشه المدن الغربية وفي مقدمتها مدينة الفلوجة نفسها راعية المؤتمر .
يبدو أن حالة الإحتضار للغالبية من الساسة السنة الدواعش , الهاربين من ارض المواجهة والقابعين في فنادق العمالة البرزانية في اربيل وفنادق عمان وتركيا , هي الحافز الذي يدعو هؤلاء , لإقامة مثل هذه التجمعات المشبوهة والتي يسبغون عليها صفة المؤتمرات وانها , كما هو شعار هذا المؤتمر , بأنه شوكة بعيون الأعداء , وإلاّ هل هناك عدو أكثر وأكبر منكم , مَنْ تسبّبَ في إحتلال مدنكم وتهجير سكانها من الشيوخ والنساء والأطفال ؟ .
https://telegram.me/buratha