ثمانيةٌ عجاف، هي سنين حكومة المالكي، الفترة الأسوأ من حيث الأداء والمنهج والأُسلوب، كانت أشبه بمغامرات جنونية، مقرونة بغباء مطبق، ومصحوبة بالحماقة والجهل الصارخ..
ألفساد الإداري والمالي، أبرز ميزات تلك الحكومة، إدارات في الوكالة سيئٌ صيتها، سببت ترهل في كل مرافق الدولة، أزمات متتالية وصراعات متوالية في الداخل والخارج، على جميع الأصعدة وبشتى المجالات، هدر لموازنات وصفت بأنها إنفجارية وكبيرة، سيطرة وتسييس لكل الهيئات المستقلة، فرض النفوذ ووضع اليد على القضاء، تناكفات وتقاطعات وصراعات بين جميع المكونات السياسية، إنغلاق العراق على نفسه وانقطاع للعلاقات الخارجية، مع كل دول الجوار والمحيط الاقليمي الآخر..
ماحقة حالقة، الفقاعة، أنا ولي الدم، بعد ما ننطيها، الكلمات الاشهر والأكثر تداولاً، التي اطلقها نوري المالكي، في فترة توليه زمام الحكم، الاستئثار بالمناصب والتشبث بالسلطة، العلامة الفارقة في سلوك الرجل.. ولزهده بأرواح الابرياء قصة، تحكيها دماء سالت على ضفاف الفرات في أرض تكريت، رسمت لوحة شاخبةً تحمل إسماً قانيا، سبايكر تروي مأساة العصر، أكثر من 1700شاب قضوا تقتلا، بطرق مروعة وبوحشية مفرطة، لتذهب أرواحهم قربان وفداء لولايةٍ ثالثة تسببت بدمار البلد، اربعة محافضات أهديت لداعش، في محاولة لإطالة أمد بقائه في الحكم..
هكذا كانت حكومة التشبث، وهذه أبرز منجزاتها، فقد تسببت باستهلاك واستنزاف طاقات الدولة، وأرجعت البلاد الى أسوأ أحوالها، نتيجة لسياسات هوجاء انتهجها رجل، تنحصر أولوياته بحجز موقع رئاسة الحكومة، وإن آلت النتائج لهلاك الحرث والنسل، غير آبه ولا مكترث، ولا يهتز له جفن أو طرف..
لقد تزعم الرجل حكومة، لدورتين أقل ما يعبر عنها بأنها فاشلة، لما رافقها من أحداث مؤسفة، أوصلت البلاد والعباد الى المآسي والويلات، وإن المتتبع لفترة تولي المالكي، يدرك جيداً أنها كانت تتجه لتحقيق مشاريع ستراتيجة، لجهات داخلية وخارجية، تريد النيل من المكتسبات التي تحققت، وتعمل على إرجاع العجلة الى عهد الدكتاتورية، والنهج الصدامي البعثي الكافر، وهذا ما كان واضح وجلي، في سياسته التفردية، وتعاطيه بمزاجية خرقاء في المسائل المصيرية، وبسبب هذا النهج السلطوي، دفعت الدولة العراقية، فواتير كبيرة من الدماء والأرواح وهدر للأموال..
https://telegram.me/buratha