كل الاحداث التي جرت مؤخرا في العراق, ابتداءأ من المظاهرات التي انطلقت في الانبار واحتلالها, مرورا بأهداء الموصل على طبق من ذهب وصولا الى احتلال تكريت وديالى وشمال بغداد, كانت بسبب الخيانة, وتهاون الحكومة في محاسبة الخونة والعملاء. اتت الخيانة من كبار المسئولين, وقيادات الجيش الفاسدة, الذين نسوا بلدهم, وتخلوا عن غيرتهم, وباعوا ذممهم, وشرفهم, ضامنين تجاهل الدولة لجرائمهم وخيانتهم.
هل ستستمر هذه القيادات الفاسدة في استلام تلك المناصب؟ نحن نعرف ان هناك سوء ادارة في المؤسسات العسكرية, بسبب عدم وجود الأكفاء, الذين يمثلون الواجهة الحقيقية للقيادة العسكرية, الأكفاء لم يعطى لهم المجال للتصدي ودحر الارهاب. نحتاج اليوم الى ستراتيجية امنية, لحد الان لا يوجد ستراتيجية امنية, للرد على العدو, للأسف الى الان القطاعات العسكرية تدار بالهاتف, أين الخطط المشتركة؟! اين القادة الميدانيون؟! اين الامن الوطني؟! اين الاستخبارات العسكرية؟! أسئلة كثيرة تطرح, وعلامات استفهام توضع على عمل المؤسسة العسكرية, ما موجود اليوم, هو مجرد جيوش عاطلة بسبب قاداتهم, يستهلكون, ويمصون, دم الدولة رواتب, وحوافز, واسلحة, ونفقات, بدون فائدة عامة.
هنا يقع اللوم على السيد العبادي, هو القائد العام للقوات المسلحة, عليه ان يضع النقاط على الحروف, و يختار قادة يعتمد عليهم, عليه تحمل المسؤولية كاملتا. كنا نقول انه حديث استلام الحكم, لكن الان مر على حكمه حوالي ستة اشهر, ننتضر منه التحرك وبسرعة لاستدراك الامر, كلنا معه, كتل, واحزاب, واعلام شريف, ومواطنين, لتطهير هذه المؤسسات, وخلق منظومة متكاملة من الامن, والدفاع, والحشد الشعبي, لصد هذه العصابات.
للأسف اصبح كل شيء متوقع, ربما يصلون الى العاصمة بغداد وكربلاء المقدسة, فما نيل المطالب بالتمني, انما نيل المطالب بالعمل والعمل الجاد ايضا, فلدينا جيش قوي, رجال شجعان, لطالما افتقروا الى قيادات قوية, وحشد شعبي باسل, ارهقوا داعش لدرجة, جعلوهم يعتمدون على القناصين, والعمليات الانتحارية فقط في حربهم بالانبار.
رغم هذا مازلنا نقاتلهم بافواج الشهداء, ولا نقاتلهم بتنظيم عسكري, أفواج الرد السريع الذين يعادل الشخص الواحد منهم حوالي 4 الى 5 جنود, يقاتلون على السواتر تاركيهم عرضة للقناصين, والشرطة الاتحادية, التي مهمتها فك النزاعات فقط, والعودة الى المعسكر, جعلوهم يقومون بمهام جنود الخط الاول, والحشد الشعبي الذين حققوا انتصارات مشرفة, يعانون من الاهمال, فما هذه الفوضى؟!! ياقادة الجيش اين الفصائل المسؤولة عن التكتيك؟ اين دواهي الحرب؟! لمذا لا يفسح لهم المجال؟! وهل المسؤولين, من وزراء ونواب, يواجهون القائد العام للقوات المسلحة, وقادة الجيش بهذه الاخطاء؟ في غرف الحوار المغلقة, ام يدخلون في المجاملات, وتقديم المصالح الشخصية على مصالح الشعب.
الجيش والحشد الشعبي هم عيون العراقيين, والسواتر التي نختبأ خلفهم, وقبل السلام اود اعلامكم ان هذا الكلام ليس قذف او تشهير بالمؤسسات العسكرية, انما واقع مر,الغاية منه النقد البناء للارتقاء بالواقع العسكري. والسلام.
https://telegram.me/buratha