كثيرة هي البلدان التي تعرضت للأحتلال، كما هو حال بلادنا، ولكننا عندما نتصفح تأريخها لانجد ما حدث ويحدث على أرضنا، رغم الدعم الدولي والأقليمي، الذي لم يكن ألا صورياً وأعلامياً فقط.
بعد سقوط صنم بغداد، كانت الصفة السائدة لسلوك الحكومات المتعاقبة ورموزها، هو التناقض.
كما هو متعارف أن القانون لايحمي المغفلين والمجرمين، في كل بقاع الأرض، ألا في عراقنا الجديد، فأن القانون لايحمي الضعفاء والمساكين، ويعطي كل الحماية للمجرمين بل يذهب الى أبعد من ذلك، كل ما أزداد جرمهم، أزدادت حصانتهم.
صوت مجلس الوزراء، قبل أيام على أن قطع الأراضي التي وزعها رئيس الحكومة السابقة، أبان أنتخابات 2014 لم تكن ألا قطع أراضي وهمية، فهل يعني هذا أن رئيس الوزراء السابق، ونائب رئيس الجمهورية الحالي، هو ممن تنطبق عليه المادة القانونية ( 456 ) نصب وأحتيال، والتي عقوبتها الحبس من 3 ـ 5 سنوات، والمقترنة بجريمة أستغلال المنصب، والتي تتراوح عقوبتها بالحبس من 1 ـ 10 سنوات، وأن كان الأمر كذلك، فأين الحكومة والقضاء من تطبيق القانون.
عندما يدار البلد بعقلية أولئك الذين أذا أذنب القوي فيهم تركوه وأن أذنب فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، فأننا حتماً نسير نحو الهاوية.
جميعنا يدرك أن أعلى سلطة في الحكومة، هي رئاسة الوزراء، وأن من أيسر الأمور أستضافة أو أستجواب رئيس الوزراء، ونقصد بها الحكومة الحالية، لا سابقتها، التي كانت تتمتع بحصانة شبه سماوية، الغريب أننا لأكثر من عقد من السنين، لم نؤسس لثقافة العقوبة لمن أساء، ألا أن يكون المسيء ضعيفاً.
هنالك جرائم أرتكبت، ولا نتحدث عن ضرب حماية وزير حقوق الأنسان، لشرطي المرور في أحد شوارع بغداد، او عن مستشار الأمن الوطني، وضرب حمايته للأعلاميين، في أحد المؤتمرات، برغم من أنها جرائم يحاسب عليها القانون في جميع الدول، بل نتحدث عن جرائم اكبر وأعظم شأنا، منها سفك دماء الأبرياء في أسبايكر وغيرها، وضياع ثلث أرض الوطن، ولحد الأن لانعلم من هو المسؤول عن كل هذه الجرائم والأنتكاسات، والى متى تستمر المجاملات على حساب دماء الأبرياء.
لابد من معركة كبرى، تبدأ من المنطقة الخضراء وتمتد الى الحدود مروراً بالمحافظات المستباحة، فمن كان ينشد الأنتصار على داعش في ساحات القتال عليه أن لا يذكر جرائم ما بعد 2003 لمجرد الأحصاء فقط، بل لابد من الأقتصاص، من المجرمين مهما كانت عناوينهم، فلا دولة ولا قانون يحترم، ولا نرجوا هزيمة لداعش، دون محاسبة المجرمين في المنطقة الخضراء.
https://telegram.me/buratha