عندما يهيمن الحقد الطائفي الأعمى على خطاب بعض رجال الدين والسياسة الذين تبنّوا موقفاً معارضاً للعملية السياسية وتصدّوا للمشهد الشعبي العام بإطاره المعارض والمطالب ... وتحت يافطة الدفاع عن حقوق أبناء محافظاتهم وحمايتهم من الخطر الشيعي الصفوي...لاشك أن هذا الخطاب المشحون بالحنق الطائفي سيقودهم حتما الى مالاتُحمد عقباه ...لأنه بُني على سوابق ذهنية سيئة حالت بينهم وبين النظر الى الأمور بعين العقل والوجدان ... فأعمى قلوبهم وابصارهم ...حتى باتوا يروْن الأشياء مقلوبةً ...وهذا الذي جرى مع الذين تبنّوا الخطاب الطائفي المقيت منذ سقوط النظام السابق عام 2003 والى يومنا هذا...رسموا خارطةً طائفية في خيالهم المريض وأوهموا بها الكثير من أتباعهم ...حتى عبئوا نفوسهم وعقولهم بالحقد الطائفي غير المبرر وصوّروا لهم شركائهم في الوطن الشيعة بأبشع الصور وأنهم هم العدو ...
اكثر من عشر سنوات وهم يحذّرون أهلهم في الرمادي من العدو الصفوي القادم من الشرق...وحاولوا بكل الوسائل تظليل أبناء السنة وتخريب عقولهم... وقيادتهم لتطبيع العلاقات مع الدواعش (السنّه) حتى صار يقينا لدى الكثير من أبناء السنّة أن عدوهم الحقيقي قادم من الشرق وليس من الغرب! بهذا المنطق وبهذا النفس المذهبي تعامل طه الدليمي وطه اللهيبي ومن هم على شاكلتهما مع الموقف الخطير الذي يمر بالعراقيين ...قدموا خدمة كبيرة للدواعش بعد ضخ الروايات الكاذبة والمفتعلة لتأجيج الفتنة الطائفية والفرقة بين أبناء الشعب الواحد ...صوروا أبناء العراق الشيعة كفّارا وأعداءً ! والدواعش جنودا اوفياء مخلصين لأبناء محافظتهم وعشائرهم ! وبهذه المفاهيم وبهذه العقلية المريضة المعطوبة تلاعبوا بمشاعر قومهم الذين ظنّوا بهم خيرا وكانوا يعدونهم من الأخيار ...وقد نجحوا الي حد ما بتمرير أجندتهم المدمّرة ...فخلقوا حالة كبيرة من التردد والقلق لدى الكثير من العشائر حتي قرّر بعضهم عدم محاربة تنظيم داعش ...بل ذهب بعضهم الى ابعد من ذلك عندما إلتحق أبناءهم في صفوف التنظيم الإرهابي ...وقد مهّد هذا الفعل الإجرامي الخبيث لداعش التحرّك بسهولة والتغلغل والسيطرة على أجزاء كبيرة من محافظة الرمادي ساعدهم أيضا ضَعف المنظومة الأمنية والعسكرية للدولة... اليوم وبعد سقوط مركز محافظة الأنبار بيد داعش ...
قد تكشف لأهل الأنبار الذين عانوا الأمرين زيّف ودجل ونفاق الذين أعتبروا داعش جماعة سنية جاءت للدفاع عن سنّة العراق وحمايتهم من عدوهم الشيعة الصفوية ! ولقد أثبتت لهم داعش أيضا وبالدليل الملموس كذب ونفاق طه الدليمي واللهيبي وشيوخ الفتنة وسياسي الصدفة وأنّها هي العدو الحقيقي لهم ...وأن الشيعة ليس أعداءً لهم بل شركاءهم في المحنة والمعاناة... ترى هل أدرك أهل الأنبار بعد هذه النكبة من هو عدوهم الحقيقي ومن يريد بهم سوءً ؟ وهل يثقوا مرّة أخرى بالطائفيين ؟ أتمنى أن مأساة النزوح وترك الديار تبدد مخاوفهم من الشيعة أولا... وأن يعيدوا حساباتهم مع الذين زرعوا في نفوسهم الوهم والإعتقاد الخاطيء ثانياً...دعائي لهم ولجميع النازحين والمهجرين أن لاتطول معاناتهم ...
https://telegram.me/buratha