لكل حرب دوافع واسباب خصوصا اذا كانت ورائها سياسة دولية وتتفق عليها مجموعة دول يشكلون فيها تحالف حربي يتسبب بنزف دماء شعب من جميع شرائحه شيوخ وشباب ونساء واطفال وتدمير البنى التحتية ، الكل هدف لنيران التحالف .
ان التحالف الذي تقوده السعودية لضرب انصار الحوثيين بحجة مساندة الرئيس اليمني المخلوع عبد ربه منصور هادي ، والذي تم خلعه من قبل الشعب اليمني وطالبوا باستبداله ، قسم يريدون ترشيح شخصية بدل عبد ربه منصور ، وقسم يصر على التمسك به ، والاختلاف بين اربعة احزاب ، حزب انصار الله الحوثيين ومعه حزب علي صالح من جهة ، وحزب عبد ربه منصور وحزب التجمع اليمني للاصلاح والذي يساند عبد ربه ، والقبائل منقسمة قسم مع الحوثيين والقسم الآخر مع الرئيس المخلوع ، وهذا يعني ان الاختلاف بين احزاب يمنية وهو شأن داخلي ، والشأن الداخلي يحل داخليا ، ومن يريد مصلحة الشعب اليمني يجب ان يتدخل كوسيط معتدل ويسمع من الاطراف المختلفة ، ويبعد النقاط المختلفة ويركز على المشتركات ليقرب الاطراف ، واهم ما في الوسيط ان يكون محايدا وغير منحازا ، اما ان يكون تدخل عسكري بمشاركة عدة دول بدافع طائفي وبحجة غير مقنعة وهي من اجل رئيس موقت ، فهذا يعتبر تعدي سافر على دولة اليمن ، والغريب ان فلسطين المحتلة منذ اكثر من نصف قرن لم تفكر السعودية والدول المشاركة معها بتحرير الارض التي اغتصبها الصهاينة ، بل وقفت ضد المقاومة اللبنانية التي فاجئت الصهاينة ، وحتى حكام العرب في مقدمتهم السعودية التي حرمت الدعاء للمقاومة بالنصر .
ولو تمعنا قليلا لعرفنا الدافع الذي جعل المملكة السعودية تقود ما يسمى عاصفة الحزم اوالتحالف العربي الذي شارك فيه عدة دول عربية ، والتي شاركت بسبب الاغراءات المالية والدافع الطائفي ، وهذا التمعن يوصلنا الى الدافع لتشكيل التحالف لضرب اليمن ، اولها مساندة امريكية مع غض النظر من المجتمع الدولي ، رغم ارتكاب التحالف جرائم ومجازر ، والتي يندى لها جبين الانسانية ، ان التأييد الامريكي وسرعة تكوين التحالف ، يكشف اسباب هذا التحالف وأولها الفشل الذي منيت به امريكا والسعودية ، والفشل في اسقاط النظام في السياسي في العراق وفشلهم في اسقاط حكومة سورية القريبة من ايران ، وهذا يعني انهم يبحثون عن نصر لتعويض الفشل الذريع في العراق وسورية ، كما ان وجود دولة قوية مثل ايران في المنطقة سبب مهم ، وكلنا يعرف ان ايران دولة معادية لامريكا تشكل خطر على المصالح الامريكية ، وتشكل خطر على الدولة الصهيونية المحتلة ، وهي الدولة الوحيدة الداعمة للمقاومة في لبنان وفلسطين ، وهذا يجعل امريكا تنصب دولة تنفذ اوامرها ولم تجد مثل مملكة ال سعود العبد المطيع لها ، لتكون ند لايران الداعمة للمقاومة والتي تقلق وترعب الصهاينة وتشكل قلق على المصالح الامريكية في المنطقة .
ان الحرب على اليمن من اجل عبد ربه ذريعة لانها اصلا حرب لتعويض الفشل الذريع في اسقاط سورية والعراق ، والحفاظ على المصالح الصهيوامريكية ، وستكون نهاية الهجمات الجبانة على الابرياء بانتصار الشعب اليمني ، رغم الدماء الغزيرة التي سفكت بالضربات الاجرامية وبكافة انواع الاسلحة حتى الاسلحة المحرمة ، وستصبح قوة الحوثيين اكبر من سابقها بكثير ، وستكون لهم مكانة وقرار في المنطقة اكبر مما تتوقعه امريكا والسعودية .
https://telegram.me/buratha