(الناس صنفان، إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق)
تلك المقولة الشهيرة، لأمير المؤمنين(عليه السلام)،سبقت قوانين الأمم المتحدة، والدساتير الوضعية التي تنص، على المساواة بين الناس، وعدم التمييز بينهم، وقد طبق الإمام ذلك المبدأ عمليا.
حين كان الإمام حاكما، وهو يتمشى في الكوفة، شاهد رجلا مسيحيا يستجدي، فسأل عنه بيت المال، فقالوا ذمي في بلاد المسلمين، فزجرهم قائلا(إستعملتموه حتى إذا كبر وعجز، منعتموه أعطوه من بيت المال).
في المقابل نجد، أن الفكر التكفيري الدموي، لم يأتِ من فراغ؛ بل له أساس فكري يستند عليه، وله دعاة ومنظرين، أمثال إبن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، وابن الباز وغيرهم، تلك الشجرة الخبيثة، تستند على جذور قديمة، تعود إلى الأمويين، ( ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة أجتثت من فوق الأرض مالها من قرار) فالنهج الأموي القائم، على عداء آل البيت(عليهم السلام) بشتى الأساليب، إذ زوروا التاريخ، ودلسوا الأحاديث النبوية الشريفة، وأبتدعوا سب علي (عليه السلام)،على المنابر وقتل أبائه وشيعته.
ما يزال أثر، تلك التركة الفكرية المنحرفة، إلى يومنا هذا؛ ولكن هؤلاء يمثلون، أقلية بين المسلمين،ويجب التمييز بينهم، وبين المذاهب الأخرى، التي لا تؤمن بهذا الفكر الضال، فأبناء البيت الواحد، ممن لم يشهروا سيفا على إخوتهم، يمكن العيش معا بسلام فهذا قدرنا، ولسنا بأكثر طوائف من الهند، التي تعيش بأمان وسلام، لم يعتدِ أحدهم على الآخر، أو يكفر بعضهم بعضا.
من أشهر ألقاب الإمام، موسى بن جعفر(عليه السلام)هو (الكاظم)؛ لكظمه الغيظ فكان يبعث بالأموال، لمن يسيئ له ويشتمه، و يقابل الإساءة بالإحسان، نحن إذ نستذكر وفاة الإمام، صاحب الخلق العظيم، علينا أن نتخلق بخلقه، ونهتدي بهديه، يقول الصادق(عليه السلام)(كونوا زينا لنا، ولا تكونوا علينا شينا)وفي حديث آخر(كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم).
ما جرى في الأعظمية، فعل مستنكر أدانه الجميع، إبتداءا من رئيس الوزراء، ونوابه والوزراء الأمنيين، الذين بادروا من وقت مبكر، إلى مكان الحادث، وطمأنة أصحاب الشأن، وتطويق الأزمة، كذلك بقية القوى السياسية، والدينية والمرجعية العليا، على لسان ممثلها، الذي أدان هذا الفعل، ودعا الى الحكمة، في التعامل مع هكذا حوادث. تلك الأفعال المشينة، لا يمكن أن تحسب على الزوار، الذين بلغ تعدادهم، حسب الإحصاءات الرسمية، عشرة ملا يين زائر، فلو فرضنا أن بضع نفر ضال، قام بذلك فإنه لايمثل رقما، بالنسبة لتلك الأعداد المليونية، في الحسابات الرياضية مع إن نتائج التحقيق، لم تعلن بعد.
لا يمكن تبرير ذلك الفعل، أو الحديث عن المبالغة، والتهويل فيه، وهذا ما صدر، من بعض النواب المأزومين، ومن بعض الناس البسطاء، وكأنهم يدافعون، عن ذلك الفعل المشين، فقد جاءت ردة الفعل مناسبة للفعل، فهؤلاء المأزومين لا يدركون مغبة، تلك الأفعال على السلم الأهلي، إذ ما تزال الذاكرة، مليئة بالأحداث المأساوية، عقب تفجير سامراء، فمن يتصور أنه أغلبية في مدينة؛ فإنه أقلية في محيط متلاطم الأمواج.
إن العلماء هم خلفاء الإمام، لا سيما سماحة السيد السيستاني، الذي كان صمام أمان الشعب ولا يزال، وقد حمى العراق بفتوته، في الجهاد الكفائي، وحمى السنة، بمقولته الشهيرة(لا تقولوا عن السنة إخوتنا، بل قولوا أنفسنا).
ختام القول بقول النبي(صلواته تعالى عليه وآله)(علماء أمتي، كأنبياء بني إسرائيل).
https://telegram.me/buratha