في كل الدول النامية والحديثة الديمقراطية ولا سيما دولتنا نسمع عن مسطلح دولة المؤسسات و يعلوا هذا النداء كشعار عند بداية تشكيل الحكومات دائماً , فبعد سقوط النظام الصدامي الفاشي و منذ العام 2003 ونحن نسمع عن دولة مؤسسات ومأسسه مجتمعية والفصل بين السلطات وها نحن بعد 12 عشر عام ولازلنا نسمع عن هذه الدولة التي لا وجود لها على الارض ..!
فما هي ..؟ الدولة العصرية ؟ وما هي دولة العدل الالهي ؟ ودولة المؤسسات ؟ وهل هي غيبية ؟ ملائكية الادارة ؟ وكم يتطلب بنائها سنين أم قرورن وهل نحن سبب في وجودها ؟
الدولة العصرية :- هي الدولة التي يكون فيها المجتمع هو الحاكم عن طريق بناء مؤسسات دستورية مجتمعية مستقلة عن الحاكم متساوية بالحقوق والواجبات امام القانون والدستور وهي من تبني مفاصل الدولة , وهي الدولة التي يكون فيها سلطة تشريعية تسمى البرلمان الذي يشرع القرار و سلطة تنفيذية تنفذ القرار و هناك سلطة ثالثة هي القضاء التي تراقب اداء المؤسسات ويكون العدل هو الحاكم والفيصل بها , و هذه الدولة من تمنع ولادة الدكتاتورية والسلطوية لانها تبدأ من الانسان وتنتهي بالحاكم , لاتبدأ بالحاكم وتنتهي بالانسان ( أي دولة هرمية الشكل )وتكون السلطة بيد المؤسسات المجتمعية لابيد الطوائف او المكونات او الاقليات والاكثريات والمؤسسات هي متجددة الدماء ودورات الحياة مع تغير الاجيال .
وهذه الدولة تسمى بالمجتمعات الغربية والمتطورة التي سبقتنا بقرون بالدولة " الديمقراطية " او " دولة المؤسسات " او " الدولة العصرية العادلة " أما المجتمعات الالهوتية و الدينية تسمها " دولة العدل الالهي " .
والدولة العصرية تؤمن بالتعددية السياسية و المجتمعية الدينية والطائفية والمذهبية و تحفظ حرياتها ، بمعنى ان الاختلاف حق طبيعي لبني البشر، وان كل اتجاه يستطيع ان يعبر عن نفسه ويدعو الناس اليه، وصاحب الاغلبية من حقه ان يحكم كما ان الاقلية من حقها ان تعارض وتسعى لتكون اغلبية في يوم من الايام , ومن حق أي من كان ان يقنع الاخرين بأفكاره سلمياً و حاورياً , وهكذا يتم تداول السلطة سلميا ونلك في ظل سيادة القانون، فالناس سواء امام القانون كانوا حاكمين أو محكومين يلتزمون بالقاعدة القانونية نلك ان القانون يعلو الارادات جميعا ويحكم الارادات جميعا.
اذن دولة العدل دولة ليست صعبة المنال ولا غيبية ولا ملائكية الوجود ولا تتطلب عقود او قرون من البناء وانما تتطلب المزيد من الوعي المجتمعي و الثقافة المجتمعية و الايمان بقدرات الانسان نفسة انه قادر على التغيير أي بناء الانسان اولاً الذي سيبني بدوره المجتمع وهي مطلب كل مجتمع واعي متحظر يروم الى العدل و الحرية .
https://telegram.me/buratha