المقالات

ثرثرة في معرض الكتاب الدائم في النجف الاشرف

2531 01:58:28 2015-05-11

عندما تغيرت الاوضاع السابقة كان الامل معقودا على تبدل الاوضاع الى حال افضل ولم يكن متوقعا ان تعود الاوضاع الى الوراء ابدا ,لكن الاوضاع لم تتغير بالسرعة المنتظرة بل بقيت الامور على حالها في بعض الاماكن وساءت بعض الامور اكثر مما كانت .

     وكانت اوضاع الحصول على الكتاب الديني سيئة جدا حتى ان كثيرا من شباب الثمانينات دفعوا حياتهم ثمنا للحصول على كتاب واحد , وكان المتوقع ان ينفتح البلد على سوق الكتاب العالمي وهذا ما حصل فعلا وصار العراق نتيجة لذلك سوقا مفتوحة لكل المؤلفات حتى التي تعمل على افساد عقائد المسلمين واخلاقهم .

     وانتشرت عمليات بيع الكتاب الديني بصورة غير مسبوقة حتى وصل الامر الى التنافس الشديد بين دور النشر للحصول على موضع قدم في العراق لانه البلد الاول في القراءة الى هذه اللحظة وهذا ما اكده اكثر المشاركين في معارض الكتب التي اقيمت في العراق خلال السنوات العشر الماضية.

     وكانت المؤسسات الدينية هي الاخرى بحاجة الى المشاركة في هذا الانفتاح على الكتب لان عملها كان قريبا جدا من نشر بعض المخطوطات او تحقيق بعض المؤلفات او اعادة نشرها من جديد وخلال هذه المدة كانت المعارض التي تبيع الكتب هي المنفذ الذي تساهم من خلاله المؤسسات الدينية ومنها العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية في نشر المعارف الاسلامية .

     ومن خلال التعامل مع هذه المؤسسات ظهر للجميع ان تكوين فريق العمل الخاص بمثل هذه الاعمال كان يعاني من عدد من المشاكل التي تقف خلف عدم امكانية تكوين فريق عمل مناسب .

    والصعوبات التي تواجه هذا العمل كثيرة منها المحسوبية على حساب التخصص ومنها محاولة الاستفادة من اوضاع الفساد التي تنتشر في كل مفاصل المؤسسات العامة والخاصة ومنها عدم وجود نموذج حي يمكن الاستفادة منه في تكوين فريق عمل المؤسسات الجديدة وهكذا ...

     ومن الملفت ان الكثير من المؤسسات كانت تنظر الى بعض المؤسسات في بعض الدول الاسلامية وحاولت استنساخ تجربتها من دون مراعاة اوضاع البلد وخصوصياته وكانت النتيجة هو حصول نسخ من المؤسسات الجديدو لا تحمل من العمل المؤسساتي سوى الاسم .

  وعندما كنت اتصفح قبل ايام الكتب المعروضة في معرض الكتاب الدائم في النجف الاشرف بعد اداء مراسم الزيارة لفت نظري وجود عدد مناسب من الاشخاص ينظرون الى عناوين الكتب والهدايا المعروضة في المكان .

      وكنت اريد ان اقضي اكبر وقت في المكان لاني كنت انتظر شخصا كان في طريقه الى المكان وبعد مرور نصف ساعة من التواجد سمعت بعض الموظفين العاملين في المكان يتحدثون فيما بينهم وكانت الصدمة انهم كانوا يتحدثون عن الكتب بطريقة غريبة وكانهم يتحدثون عن خضروات او فاكهة يبيعونها في الشارع وهم يتفكهون بصوت عال فقلت في نفسي هل هذا فعلا مكان لبيع الكتب ؟؟

      وهل هؤلاء يعملون في بيع الكتب ؟؟ علما ان التاريخ يحدثنا كيف ان بعض اصحاب المكتبات صاروا علماء وكتبوا عددا من المؤلفات النافعة ...فيما يهزأ هؤلاء بالكتب ويتفكهون فيا له من زمن غريب ان يصبح الكتاب الذي هو منار علم وهداية مادة للفكاهة ومن قبل اشخاص يعملون في مؤسسة دينية ...   

    وعندما كنت اتصفح الكتب في المكتبة الفيصلية وجدت عددا من الكتب التي طبعت في مطابع النجف وهي مجلدة بجلاد خاص بالمكتبة مع انها مطبوعة في مطبعة الاداب الشهيرة في حي عدن وغيرها من المطابع فقلت في نفسي كيف كانت تصل هذه الكتب الى السعودية وهي مطبوعة في النجف ؟؟؟

   وعندما سالت الشيخ شريف كاشف الغطاء بين لي كيف ان السعودية كانت تحرص على الحصول على نسبة كبيرة من المطبوعات المحققة في العراق ومنها الكتب الادبية والدينية وكان هذا الاتفاق معمولا به في زمن النظام السابق...

   وعندما كنت اتجول في المكتبة الفيصلية كان السكون والاحترام لمحل بيع الكتب حاضرا حتى اني رجعت عدة مرات الى المكان ولم اتمكن من الحصول على تعليق بسيط من صاحب المكان حول الكتب بالرغم من انه كان شخصا مثقفا وكان يقرا اثناء التواجد في المكتبة وتذكرت اني تجولت في بداية التسعينات مرة في مكتبة في شارع الرشيد ووجدت كتابا باسم مواهب الرحمن في تفسيرالقران  فاردت شراءه فبادرني بالقول ان هذا ليس كتاب السيد عبد الاعلى السبزواري بل هذا كتاب شخص اخر يحمل نفس الاسم وقد فرحت كثيرا بوجود بائع يعرف الكتب ويعلم من خلال اسئلة الزبون انه ينتمي الى مدرسة بعينها فليتنا كنا نحصل على مثل هذه الامكانيات الان بعد ان صار امر البيع بايدينا ومن دون رقيب ولا نثرثر بالكلام عن الكتب ونحن لا نعلم حتى عن اي شيء تتحدث ؟؟؟

انها من مصائب القرن الحادي والعشرين ان ترى بائع الكتب لا يعرف سوى طريقة بيع الخضار.

جميل مانع البزوني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك