ليس غريبا أن يمارس الدواعش، حربا إعلامية، بعد أن حققوا بعض النجاحات، منذ سقوط الموصل وحتى اليوم؛ لكن الغرابة أن نردد تلك الإشاعات، وكأنها حقائق مؤكدة!
منذ نكبة الموصل، وما جرى بعدها من مجازر، في سجن بادوش، وسبايكر والصقلاوية، تلك الأحداث كانت، في زمن الحكومة السابقة، التي مارست تعتيما إعلاميا، وتقليلا لعدد الضحايا، إذ أعلن رئيس الحكومة السابق، أن عدد ضحايا، مجزرة سبايكر هم مئة، وتبين بعدها أن عددهم، أكثر من عشرين ضعف ما أعلنه، إلى أن سلط الضوء، على تلك المجزرة، بعد أشهر عديدة من إرتكابها، وتشكلت لجنة تحقيقة، بعد ضغط الأهالي وإعتصاماتهم، أعلنت في تقريرها، أن المسؤولة تضامنية، من رئيس الوزراء ونزولا.
لم نسمع في ذلك الوقت، ضجيجا إعلاميا، أو مطالبات بإسقاط الحكومة، على تلك المجازر، التي ذهب ضحيتها ألوف الشباب، في حين يتباكى، أيتام الولاية الثالثة، على مجزرة مختلقة، كما قال رئيس الوزراء، بغية إفشال الحكومة، ووضعها في موقف محرج أمام الشعب.
أعلن وزير الدفاع، السيطرة على ناظم التقسيم، وإنقاذ المحاصرين، ونفى تلك الأعداد، المبالغ فيها من الضحايا، وإن أعداد الشهداء والجرحى ثلاثة عشر، وكذلك لجنة الأمن والدفاع، على لسان رئيس الوزراء، إذ قال إن عدد الضحايا ثلاثة عشر، مع آمر الفرقة وآمر الفوج.
لقد تطرق السيد العبادي، لهذا الأمر بإنزعاج كبير، إذ حمل بالنص، جيوش الفيس بوك، الذين يتقاضون رواتب، من أموال الشعب، مسؤولية شن تلك الحملة المغرضة، ضد الحكومة بفبركة صور قديمة، على أنها لجنود مخطوفين، من منطقة الثرثار، وقال إن قاطع الثرثار، لم يسقط وبقي صامدا، وكان الهجوم على ناظم التقسيم، الذي يبعد(26) كم عن الثرثار، وبسيارات مفخخة ومدرعة، أسفرت عن سقوط، العدد المذكور من الشهداء والجرحى.
إن تلك الحملة، التي شنها أنصار النظام المالكي، على حكومة التغيير، تصب في خدمة الدواعش، وأصبحت مكشوفة لذوي الألباب؛ ولكنها قد أثرت، في شريحة من الناس، مستغلين عواطفهم الإنسانية، وما يتعرض له الجيش والحشد، المرابطين في مواقعهم، من تحديات وضروف صعبة، في مثل هكذا حروب.
لسنا بصدد الدفاع عن شخص، أو ذم آخر، بقدر همنا في إيضاح الحقائق، لعامة الناس، فكل قطرة دم عزيزة علينا، فالمحاسبة يجب أن تتم، على قدر التقصير، حتى لا تتكرر الأخطاء في المستقبل، وحسنا فعل البرلمان، في إستضافة وزير الدفاع، الذي تأجل يوما، بطلب من رئيس الوزراء، الذي سيحضر؛ لتوضيح بعض الأمور الأمنية، والملابسات الإعلامية، وهذا يحسب للسيد العبادي، الذي لم يتعالى على بيت الشعب.
إن الوعي السياسي، والتثقيف الإعلامي الصحيح، مسؤولية يتحملها أصحاب الشأن؛ لأنه ضرورة وطنية، في تلك المعركة المصيرية.
في الختام هل أصبح الفيس بوك مصدرا إعلاميا موثوقا به؟
https://telegram.me/buratha