تاريخ دول المنطقة مغلق بوجه الثقافات الديمقراطية والافكار الليبرالية, التي طورت جميع دول أوربا واميركا, حتى جعلتها تتصدر قيادة دول العالم.
أصبحت هذه الدول بفضل نجاح أنظمتها السياسية, عابرة للحدود ولا يحد مصالحها ورفاهية شعوبها أي شيئ, حيث جعلت من موضوعة السيادة موضوعة مطاطية تتحكم بها كيفما تشاء .أنتجت خيبات الامل التي عاشتها المنطقة, مايعرف بجامعة الدول العربية, التي كانت ومازالت عبارة عن مكان للمناكفات والخلافات والانقسامات العقيمة.
لم تستطع هذه الجامعة حل المشاكل التي تعاني منها المنطقة العربية, بسبب خلل في نظامها الداخلي الذي يقر التصويت بالاجماع فقط, وتوجهاتها الطائفية, وسيطرة أميركا واسرائيل عليها وتوجيهها بشكل مباشر.
ليبيا أصبحت أرضاً خصبة للجماعات المتطرفة التي ولدت من رحم القاعدة, سوريا والحرب العالمية الثالثة التي تدار بالوكالة, سيطرة داعش على الاراضي العراقية بعد أحداث التاسع من حزيران, الحروب التي قادتها أسرائيل ضد لبنان...وغيرها !.كل هذه القضايا لم تحرك الجامعة العربية ساكن تجاهها, الا إنها تحركت وبقوة تجاه أحداث اليمن لاسباب واضحة؟
اليمن فيها القوة الصاعدة الجديدة, التي سوف تكمل الهلال الشيعي الذي يخاف من أكتماله الجميع, قربها من الخاصرة الجنوبية للسعودية, ومضيق باب المندب, الذي يضع مقدرات قناة السويس, ودول المنطقة بيد هذه القوة, دفع دول الحياد التي لم تتفق في يوم من الايام الى المواجهة, لكن هذه المرة ضد اليمن وليس ضد أسرائيل !
العقدة التاريخية التي تعيشها دول جامعة الدول العربية, هي المسبب الرئيسي لهذه الحرب, التخوف من سيطرة الشيعة, هو الكابوس الذي يطارد حكام آل سعود على مر السنون, هذا التخوف هو من حرك الطائرات والصواريخ, لتتفق مع الرؤية الاميركية والاسرائيلية, لتقسيم المنطقة من جديد ضمن كاونتات مذهبية وعرقية, يسيطر عليها النزاع والاقتتال الطائفي, وبأشراف مباشر لهاتين الدولتيين.
https://telegram.me/buratha