شهيد المحراب جذر نخيل أصيل أصالة النخل وقدمه, مدادً لكل المضحين والشرفاء لهذا الوطن الجريح, للناس أرائهم في الرجال وأستحضاراً لمواقفهم في الماضي والحاضر, فكيف يتم أستحضار مواقف رجالٌ عاهدوا الصدق فصدقوا, وأعظم الرجال من لمع في الذاكرة كلهبٍ على سواتر المجاهدين, في مواجهة التطرف ودعاة التفرقة المدججين بالرعب والقتل والذبح.
نستذكرك هذه الأيام سيدي ذكراك مع هبوب رياح الحلم والأمل مع هلاهل أمهاتنا في زفاف شهدائنا, مع قرب موسم حصادنا, مع نهاية مثيري الفتن والقتل ودعاة التفرقة داعش ورفاقها. أنت أرثنا الأعز الذي نباهي به الأمم, أنت مقولة الصمود , والوحدة , والأنتصار أنت وعدنا الألهي بالنصر أنت الوشم على قلوبنا ياسيدي أبا صادق الحكيم.
أنت سيدي أن غبت لنبقى نحن على العهد والوعد سائرون حتى الأنتصار وتحقيق المراد, روحك سيدي ترفرف بيننا في زمن علا صوت الرصاص والفساد والمفسديين, لأنك الحاضر في زمن الغياب والمغيبين, وهاهو صوتك يناغم أذني (وين الحاربك وينه صدام النذل وينه),يرتفع كشلال ليضئ العتمة ويلغي التراجع والأنكسار, بممحاة ألأمل والفرح والأصرار لدى أبناء وبنات شهيد المحراب.
هي سنوات مضت لذكراك, ولكن لنعيد للأجيال حكاية رجلٌ عنيد صلب أصلب من الفولاذ, وأحد من السيف, وأرق من نسمة الصباح في يوماً ربيعياً هادئ, بسيطاً الى حد الذهول, مركباً الى حد المعجزةِ, ممتلئاً أيماناً, وعشقاً, وثورةً, من قمة رأسه الى أخمص قدمية, وثورة تنفجر بوجة الطغاة, عشت بيننا أياماً معدودةٍ, لم تكن لنفسك بل لنا, ياسيدي أبا صادق سألنا عنك كل الدروب والشوارع والأزقة, فنادت بصرخةٍ مدويةً, واحكيماه واشهيدا وامحمدا, أنت المقتول بأرض الغري, المقطع الأشلاء في ضريح سيد البلاغاء, عشت طفولتك وشبابك في نجف العلماء, فيها تفتحت زهرة حياتك, وفيها ذبلت, فتحولت الى بذرةٍ نمت منها غابةً, كبيرة من النخيل على شاطئ قلوب محبيك, أنه أنت محمد باقر الحكيم.
https://telegram.me/buratha