عندما أبعد المالكي من رئاسة الحكومة بقرار مرجعي, أستبشر العراقيون خيرا, يحدوهم أمل التغير الجذري للدولة العراقية, التي كان ينخرها الفساد من كل جانب, وبجميع اشكالة, ولكن مع الأسف كأن التغير لم يحصل وبقيت رموز الفساد نفسها, فهل تم التغير؟.
منذُ أستلام العبادي لرئاسة الحكومة بدأت معالم تغير أفرحت العراقيين, ولكن بعد فترة قصيرة بدأ الخط البياني لهذه التغيرات بالتراجع, االتعينات الأخيرة للهيئات المستقلة بالوكالة, افاضت كأس المجتمع العراقي والكتل السياسية, والتي هي تعينات حزبية بأمتياز, ومن النظام غير المؤسف على رجعتة, والتي لاترتقي لما نادى به العبادي في بيان تشكيل الحكومة ,يظهر من هذه التعينات أنها ستكون طعم للكتل السياسية لمعرفة ردود أفعالها حولها, فأن مرت بسلام فسيتم تعين من هم أفسد منهم, ومن الكابينة القديمة, والتي لم تجلب الخير للشعب العراقي, وجلبت الدمار والفساد لهُ,
ربما لانتفاجأبعودة أزلام النظام السابق للحكم وهم يستقبلون بالأحضان وأكاليل الورود في المطارات, من أجل التوافق الوطني وأستقرار الأوضاع حسب تعبيرهم.
لكن الذي يحز بالنفس هو موقف الكتل السياسية في التحالف الوطني, حيث لم نرى موقف حقيقي مقابل تصرفات الرئيس, سوى من أئتلاف المواطن والذي حذر من هذا النهج الخطير وتجربة السابقة الخطيرة.
الكتل الشيعية الكبيرة في التحالف الوطني رمت بكل ثقلها خلف حكومة صاحب السعادة, واليوم تجد نفسها أمام حرج كبير أمام جمهورها وبرامجها الأنتخابية التي نادت بها, الأئتلاف الوطني الذي كان لة الدور البارز في مفاوضات تشكيل الحكومة وكان شعاره التغير, أستطاع اقناع القوائم السنية والكرد, في الأشتراك بحكومة الوحدة الوطنية, وكان شعار الحكومة ضمن برنامجها الحكومي هو عدم التفرد بأتخاذ القرارات, والتوازن داخل مؤسسات الدولة, والهيئات المستقلة.
إن عودة بوادر الأستفراد بالسلطة سيضع الكتل السياسية أمام حرج كبير, لكونها الراعي لتشكيل الحكومة, أن نظرية الحزب الواحد والأستئثاربالسلطةالتي أثبتت فشلها في عقود من الزمن, ستكون أثارها كارثية على الوضع في البلاد, على المستوى الأمني والأقتصادي والخدمي, بألأضافة الى أنة قد يؤدي الى قطع شهر العسل بين صاحب السعادة والكتل السياسية, ومن ثم العودة بالبلاد الى المربع الأول.
فماالذي يدعوا السيد العبادي الى القيام بهذه الخطوات؟, هل هي لوبيات المضغوطيين؟, أم النظرة الحزبية الضيقة هي التي طغت على العبادي؟, فيادولة الرئيس نحن على مدى عقد من الزمن نهش الفساد جسدنا المنهك فلا تحاول تكرار التجربة المريرة وأعادتنا الى سنوات الضياع وبيع العباد من أجل حفنتةٍ من الدولارات.
https://telegram.me/buratha